الجزائر

الشيفون، زيت الزيتون والبركوكس .. ديكور المغتربين يعتبرونها ضريبة ريحة البلاد



الشيفون، زيت الزيتون والبركوكس .. ديكور المغتربين                                    يعتبرونها ضريبة ريحة البلاد
تعرف سوق التحف التقليدية بساحة السكوار في العاصمة، إقبالا كبيرا من طرف المغتربين الذين يستعدون لعودة إلى محل إقاماتهم بالمهجر محملين ببعض الهدايا التي تمثل للبعض منهم “ريحة البلاد" إلا أن كثرة التبضّع وتنوع السلع التي يأخذها هؤلاء تثير تساؤلات عدّة.
خلال جولة قادت مندوبة “السلام” بساحة بور سعيد بالعاصمة أين نصبت طاولات تعرض مختلف التحف التقليدية، لاحظنا إقبالا معتبرا من طرف الزبائن، وحسب بعض الباعة فإن المكان هو محطّة مهمة يقصدها كثير من المغتربين، وقد لا تختلف أهميتها عن سوق السوداء للعملة المجاور على حدّ تعبير البعض. أما عن أكثر الهدايا التي يفضلها هؤلاء فتتعلق بالصناعات التقليدية على غرار الأواني النحاسية والفخارية، الإكسسوارات والمجوهرات، إضافة إلى الألبسة التقليدية وبعض اللوحات الفنيّة المصنوعة من الرمال والتي تعبر عن نمط المعيشي الصحراوي. في السياق أكّد أحد المغتربين ممن وجناهم في المكان أنه تعود زيارة هذا المكان قبل عودته إلى فرنسا، وذلك بهدف اقتناء بعض الهدايا لأصدقائه وجيرانه هناك لاسيما الجزائريين الذين فوتوا فرصة زيارة وطنهم هذه السنة.
حركة تجارية واسعة
انتهت العطلة الصيفية بالنسبة لكثير من المغتربين الذين حزموا أمتعتهم استعداد للعودة إلى أراضي الغربة، ولكن وقبل ذلك لابد من التسوّق الذي يمكنهم من اقتناء بعض المستلزمات التي يرون أن أسعارها مناسبة مقارنة مما هي عليه في أماكن إقامتهم، المشهد نفسه رصدناه في بعض المتاجر الكبرى حيث شهدت حركة تجارية واسعة من طرف المغتربين الذين تعددت مقتنياتهم من المواد التجميلية والتزينية، وبعض مستلزمات البيت على غرار الأفرشة والأغطية، الملابس بل حتى بعض المواد الغذائية على غرار المصبّرات والمعجنات، فيما حرص آخرون على أخذ بعض المواد الغذائية التقليدية على غرار الكسكسي والبركوكس، مرجعين ذلك الى تعلقهم بهذه الأكلات التي يشتاقونها كثيرا في أراضي الغربة.
علب التمر وزيت الزيتون الأكثر رواجا
هذا واغتنم بعض المغتربين فرصة تواجدهم في الجزائر، للحصول على علب التمر وعراجين من دقلة نور، فمنهم من اقتنى منها علبا ب45 إلى 800 دينار والأمر لا يختلف بالنسبة لزيت الزيتون التي لا ينكرون فوائدها ورغم وجود محلات في العديد من الدول تبيع هذه المادة، إلا أن المغتربين يؤكدون أنهم لا يوجد أفضل من زيت زيتون الجزائري. ولم يقتصر الأمر على تلك المواد بل حتى الملابس التي اعتبر أسعارها في متناول تلك الفئات كونها أغلى بأضعاف مضاعفة عمّا هي عليه في الجزائر، كما لوحظ إقبال معتبر للمغتربين على محلات “الشيفون” التي تبقى أسعارها في متناول الجميع، وأرجع بعضهم حملات التسوق التي تسبق رحلة العودة إلى المهجر إلى ضعف القدرة الشرائية لدى كثير من المغتربين بسبب الأزمة المالية التي تتخبط فيها الدول الأوروبية.
سيارات محمّلة عن آخرها
المغتربون وبعد انتهاء مدة عطلتهم قرروا العودة إلى الدول التي يقيمون فيها بغية استئناف أعمالهم ودراستهم، وهو ما لفت انتباهنا في مدخل ميناء الجزائر أين اصطفت السيارات التي تحمل لوحات ذات ترقيم أجنبي، وهي محمّلة بمختلف الأغراض، حيث لفت انتباهنا أن بعضهم أخذ معه كمّا معتبرا من الأمتعة التي اقتنوها من الأسواق الجزائرية، ومن المغتربين من أكّد أنه اشترى الكثير من الحاجيات خاصة الملابس المختلفة وحتى الأغطية والأفرشة ولم ينس حتى المواد الغذائية، ما جعلنا نتساءل عن سبب كل هذه المقتنيات المحمّلة خاصة أن تلك الدول الأوروبية تبيع مواد من ماركات عالمية وذات جودة عالية؟
إن مسألة جودة السلع أمر أكده كثير المغتربين الذين التقينابهم ولكن يبقى سعر المادة، هو العامل المحدد لجودتها وكثيرا ما يجدون صعوبة في مواكبة أسعار كثير من السلع.
«ح.ب” مقيمة بليون الفرنسية قدمت إلى مسقط رأسها بالجزائر قبل رمضان، وهي تستعد للعودة التقينا بها في الحميز وهي تتسوق، حيث أعجبتها العديد من السلع المعروضة في السوق. وتؤكد أنها لاتقل شأنا عما يباع في فرنسا.
مغتربة أخرى من بلجيكا اغتنمت فرصة تواجدها في الجزائر من أجل اقتناء بعض الملابس التي تحتاجها فهي تقضي أغلب ساعات يومها في العمل ولا تملك وقتا كبيرا للتسوق على حدّ قولها.
أما بوجمعة مقيم بانجلترا فقال في الموضوع: “لا تظنون أن المغتربين يعيشون في سخاء في الدول الأوروبية فهم أيضا يقتنون من الشيفون ويقسمون ميزانيتهم بعناية فائقة جدّا لأن أي إسراف زائد عن حده سيجعل يشكون ضائقة مالية خاصة بالنسبة لبعض الأعمال التي قد يطرد منها الفرد في أي لحظة”،فالعيش - حسب محدثنا - ليس سهلا كما يعتقده البعض خاصة بسبب الأزمة المالية التي أحالت الكثيرين بما فيهم المغتربين على البطالة. والأمر نفسه أكده أمين، الذي يؤكد أن العيش في بعض الدول على غرار بريطانيا صعب كما أن الملابس ومختلف الحاجيات غالية ولا تتوافق مع القدرة الشرائية لكثير من المغتربين .
زيارة الجزائر بهدف التسوق قبل كل دخول اجتماعي هي عادة كثير من المغتربين ممن يشكون غلاء المعيشة في محل إقامتهم ويرون أن الشعب الجزائري في نعيم ،فيما اعتبر البعض هذا السلوك متعمد من قبل بعض المغتربين لأنهم يسعون لتوفير المال من أجل استغلاله في مشاريع خارج الوطن أو حتى داخله ،فكثير منهم يخرجون للعمل خارج الوطن ليعودوا بعد سنوات ليحيوا حياة كريمة ، بينما يؤكد بعض المغتربين أن المثل القائل “شيعة بلا شبعة “ ينطبق عليهم فأجورهم تبقى زهيدة .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)