من حسن حظ الجزائر أن تأتي أقرب مواعيدها الانتخابية في 2012 تتويجا لمسار سياسي تنويري انطلق من تأسيسيات تونس، التي شهدت نجاحا كاملا، ومر بتشريعيات المغرب، التي عرفت نجاحا نسبيا.. مسار سينتهي حتما بنقل جيراننا من حكم الأشخاص إلى دولة المؤسسات، ومن مراحل طويلة كان شعارها الدولة في خدمة السلطة إلى مرحلة جديدة عنوانها السلطة في خدمة الدولة .
نجاح الانتخابات الأخيرة في تونس والمغرب سيضع هواة اللعب في الأرقام الانتخابية ومحترفي التلاعب بصناديق الاقتراع في حرج ما بعده حرج، لأننا لا يمكن أن نتخيل بعد الآن انتخابات جزائرية أقل نقاوة وصفاء وشفافية من سابقتيها في الشرق والغرب، لا شموخ الجزائر وعراقتها ولا قيمتها الجغرافية والسياسية والثقافية والاقتصادية ستسمح بذلك.
ويبدو أن الإحراج بدأ يؤتي أكله وبدأ يدفع بطائفة العابثين شيئا فشيئا إلى خانة الشيخ مات ، على رأي لاعبي الشطرنج، فبعض المصادر تتحدث عن توجيهات صارمة يكون قد أعطاها رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء الأخير بعدم التلاعب في أرقام التشريعيات القادمة، حتى لو لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 16 بالمائة، بل ولم يكتف بوتفليقة بإعطاء التعليمات بل توعد أي متلاعب في النتائج بـ قطع يده ، كما ذكرت نفس المصادر بأن وزير الداخلية يكون قد نقل هذا التهديد والوعيد إلى عدد من الولاة المعروفين بعشقهم لرياضة الالتفاف على خيارات الشعب.
خسر المزوّرون كثيرا بنجاح أولى انتخابات الربيع العربي في تونس والمغرب، وبخسارتهم ستربح الجزائر كثيرا، فبمزيد من الضغط والإحراج ستصبح هذه الدولة نموذجا في الممارسة السياسية الديمقراطية المتحضرة، بعد أن اكتفت منذ 2001 بمرتبة النموذج في مكافحة الإرهاب.
الأكيد أن التونسيين والمغاربة ليسوا أبدا بالأحسن منا، فالجزائريون الذين مرغوا بالأمس البعيد وجه فرنسا في وحل الهزيمة النكراء، وقهروا بالأمس القريب الإرهاب وأذنابه، لن يعجزوا اليوم عن دحر فلول المزوّرين و عصابات التطفيف الانتخابي، الذين استخسروا فيهم أن يعيشوا بكرامة وأن يتنفسوا هواء نقيا وأن يفاخروا الشعوب بحريتهم..
الجزائريون قدموا لسلطتهم خدمة العمر بأن منحوها فرصة أخرى للتدارك عملا بالحكمة الحوزية التي تقول: أهل الأندلس بالإشارة يفهمو ، وهم اليوم يترقبون منها رد الجميل، وإلا فهناك حكمة عربية أخرى تقول: العصا لمن عصى .
Mouhben2002@yahoo.fr
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : محمد بغالي
المصدر : www.elkhabar.com