الجزائر

الشيخ سيدي سالم سايح العارف بالله الذي أكرمه الله على رؤوس الأشهاد



قال الشيخ عاشور بن محمد الخنقي، نسبة إلى خنقة سيدي ناجي رضي الله عنهما صاحب ''منار الأشراف'': ''جبال زواوة جبال النور لكثرة الأولياء والصالحين فيها''، وهو قول صادق لم يطلقه على عواهنه، بل عن حقائق كشفية وهبية بوصفه عارفا بالله ممنونا عليه بمدح الأشراف ومن والاهم من الأطراف بقصائد رائعة تأسر اللب وتأخذ بمجامع القلب•   وهاهي بلاد زواوة، وبالذات منطقة عين الحمام، تودع وليا من أوليائها الذين عاشوا في خمول، بالرغم من كثرة زوارهم من كل حدب وصوب، إنه الشريف سيدي سالم سايح من ذرية الولي الصالح الشهير سيدي علي أوعمارة رضي الله عنهما، دفين القرية التي تحمل اسمه، والواقعة بين مقامين منيفين، هما مقام الشيخ محند والحسين المولود آيت أحمد رضي الله عنه، والشيخ سيدي يحي المعروف بسيدي بوششور قدس الله سرهما• لقد انتقل سيدي سالم سايح إلى رحمة الله تعالى عشية الخميس 07 محرم 1431هـ الذي يوافق 24 ديسمبر 2009م، عن عمر يناهز التسعين، إذ هو من مواليد عام 1919م بينما لم يسجل تاريخ ميلاده في الحالة المدنية إلا عام .1920 والشيخ سالم رحمه الله تعالى سايح صوفي معروف، كما يدل عليه لقبه العائلي الشريف، إذ ينتمي إلى الدوحة النبوية الشريفة على صاحبها وآله أفضل الصلوات وأزكى التسليمات، وقضى حياته متنقلا من منطقة إلى أخرى قبل أن يلازم بيته في الظاهر مقعدا• وله كرامات لا تعد ولا تحصى، إذ لو يذكر بعضها لاعتبر المحرمون ذلك من قبيل التخرصات!! وقد كان حديثه مع زواره الكثر بالرموز والإشارات مصداقا لقول سيدي الجنيد شيخ القوم وصاحب الطريقة رضي الله عنه في رده عن جعفر الخلدي حين سأله:''أليس كلام الأنبياء إشارات عن مشاهدات؟ فتبسم وقال كلام الأنبياء نبأ عن حضور وكلام الصديقين إشارات عن مشاهدات''• وسيدنا الجنيد قدس الله سره هو الذي قال: ''من نظر إلى ولي من أولياء الله فقبله وأكرمه، أكرمه الله على رؤوس الأشهاد''•  ومع أن سيدي سالم سايح شهير بكشوفاته التي ترد على لسانه المفوه برموز وإشارات، إلا أنه حين يشرف على إنهاء الجلسة مع زواره بالدعاء يعتري الحاضرين الإعجاب الممزوج بالسرور العارم لما يشنف به آذانهم، ويثلج به صدورهم من أدعيات مستجابة بإذن الله تعالى، تتخللها الصلوات المباركات على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم•  فاللهم أفض على سيدي سالم سايح من كرمك وجودك ما يرضيه وفوق الرضى، واعهد علينا من بركاته وكراماته وفيوضاته ووفقنا إلى وقفة مباركة نستحضر فيها ذكراه غير الغائبة عن قلوب محبيه بمزيد من المعاني السامية التي تجلى للمتلقي بعض معالم حياته العامرة بالصلاح، إنه ولي ذلك والقادر عليه•    الأستاذ: بلقاسم أبو محمد


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)