انضمامي إلى ''برباس'' مستبعد وخوض تجربة معها وارد ينبغي التفطن لمن يحاول تحوير مطالب الشعوب العربية إلى أغراض سياسية أرشح أيّا كان لرئاسة فرنسا ما عدا ساركوزي
يرى المغني والعازف المغترب بفرنسا، حسين بوكلة، المدعو الشيخ سيدي بيمول، أن الهدف من مشروع القانون القاضي بتخيير الجزائريين المقيمين بفرنسا، ما بين جنسيتهم الأصلية والفرنسية، هو تخويفهم لكسب أصواتهم في الانتخابات القادمة. وقال في حوار مع الخبر ، إن الشغل الشاغل لحزب نيكولا ساركوزي هو تكريس سياسة فرّق تسد ، واصفا ترشحه لعهدة ثانية بـ الكارثة .
نزلت ضيفا على الجزائر لإحياء حفل ضمن تظاهرة غجر وأصول ، إلى أي مدى تؤمن بتعانق الحضارات فنيا؟
- إلى ما لا نهاية.. إلى درجة لا حدود لها، فالتبادل الفني والثقافي ما بين الشعوب والحضارات يولّد التأثير والتأثر اللذين يمثلان مستقبل البشرية، ومنه مستقبل الفن والثقافة. فالشباب الجزائري، مثلا، يتمتع بذوق فني راق، يجعله متفتحا على مختلف الطبوع الغنائية وشتى الأطياف الموسيقية، وهو ما أعتبره إثراءً للمدونة الفنية العالمية.
تعدّ من الفنانين الملتزمين والمتمردين في آنٍ واحد، ما رأيك في الثورات العربية؟
- أعتقد أنها لا تزال في مرحلة البداية، فأمامها طريق طويل وشاق ينتظرها إذا ما أرادت فعلا شعوب هذه الدول التي فجرت ما يسمى الربيع العربي أن تخطو خطوات جادة نحو غد أفضل. لكن، بالمقابل، ينبغي التفطن للأطراف التي ترغب في تحوير مطالبها لأغراض سياسية واقتصادية وغيرهما، في محاولة منها للتضييق والتشويش عليها، ومن ثمة انتهاز الفرصة لخدمة مصالحها. أتمنى أن تهدأ الأوضاع في المنطقة العربية، وأن تعود الأمور إلى نصابها، حتى يتحقق حلم شعوبها، ويكون لما رافعوا من أجله هدف ومعنى.
ألست متخوفا من تكرار السيناريو ذاته في الجزائر؟
- لا، فما حدث ولا يزال يحدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها، عاشته الجزائر في التسعينيات، وقبلها في أحداث 5 أكتوبر 1988، أي أن الجزائر كانت سبّاقة إلى الانتفاضة بسنوات عديدة، ما يجعل نفسية الجزائريين، حاليا، غير مهيأة لتكرار التجربة. صحيح أننا نريد التغيير ونطمح لتحسين الأوضاع، ولكن ثمة خوف بدواخلنا، خوف حتى في التفكير في المسألة. لذا، آمل أن تخرج السلطات العليا في البلاد بإصلاحات تليق بمقام الشعب الجزائري، الذي لم أرَ في حياتي شعبا يضاهيه في الوطنية.
في نظرك، ما الهدف من مشروع القانون القاضي بتخيير الجزائريين المقيمين بفرنسا ما بين جنسيتهم الأصلية والفرنسية؟
- إنه مجرد حركة طفيلية لا طعم لها، فمن غير المنطقي أن يقتصر على الجالية الجزائرية دون سواها، لِمَ لا ينطبق على الجالية الأمريكية مثلا؟.. من هنا، نستنتج أنه كلما اقتربت الانتخابات تطفو مثل هذه الحركات على السطح، خاصة ما تعلق بالجنسية والقضايا التاريخية العالقة، كتجريم الاستعمار وتمجيد الحركى. أظن أن الهدف من المشروع لا يتعدى تخويف جاليتنا لكسب أصواتها في الانتخابات القادمة، فالغاية تبرر الوسيلة عند حزب ساركوزي القذر.
على ذكر ساركوزي، هل أنت مع أو ضد ترشحه لعهدة ثانية؟
- طبعا ضد.. الترشح بحد ذاته كارثة، فما بالك بكسب الرهان لعهدة ثانية. لا أتخيل أن يرأس فرنسا شخص مثل ساركوزي. أنا ضد حكمه أمس واليوم وغدا، كون الشغل الشاغل لحزبه هو تكريس سياسة فرّق تسد ، وزرع البغضاء والكراهية ما بين الناس. شخصيا، أرشح أيّا كان لرئاسة فرنسا ما عدا ساركوزي، فهو لم ولن يكون يوما في المستوى.
تغني باللغات العربية، الأمازيغية، الفرنسية والإنجليزية، ألا تفكر في إقحام لغات أخرى؟
- بلى، بدليل أن زيارتي الأخيرة لتركيا دفعتني للتفكير في إدراج مقاطع بالتركية في ألبومي الجديد، ناهيك عن ترجمة مقاطع أخرى بالهندية، وذلك في انتظار إقحام لغات أخرى مستقبلا.
ألم تراودك يوما فكرة الانضمام إلى الأوركسترا الوطنية برباس التي أسسها شقيقك يوسف بوكلة؟
- صراحة، لم تراودني الفكرة مطلقا، فرغم تعاملنا المشترك، وتبادلنا الآراء والنصائح ووجهات النظر، إلا أن لكل واحد منا طريقته الخاصة.
أضف إلى ذلك، فإن النمط الغنائي لـ برباس يختلف عن نمطي، كما أن برباس تركّز كثيرا على الركح، أما أنا فأسخر معظم وقتي لألبوماتي. لذا، فإن انضمامي إليها مستبعد، في حين أن خوض تجربة معها وارد.
ماذا بعد ألبومك الأخير باريس- الجزائر- بوزقان ؟
- أحضر، حاليا، لتسجيل ألبوم غنائي جديد لم أضع له عنوانا بعد، سيضم 12 أغنية، باللغتين العربية والأمازيغية، بعضها من كلماتي وألحاني، والبعض الآخر من كلمات محند أويحيى. ستتوزع مواضيعها ما بين العاطفية، الاجتماعية والوطنية، على إيقاعات الجاز والروك وأنغام أوروبا الشرقية، التي ستمتزج بنظيرتيها الجزائرية والتركية. علما أنه، بالموازاة، أشتغل على وضع موسيقى جنيريك أحدث أفلام المخرج إلياس سالم، بعد التجربة التي جمعتني معه في فيلمه مسخرة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: حاورته كهينة شلي
المصدر : www.elkhabar.com