ولد رحمه الله في الثاني عشر من رمضان عام 1042 ه، و ذلك بعد وفاة والده الشيخ عبد الكريم بأربعين يوما، و ظل في كفالة أخيه الحاج امحمد القاضي بن عبد الكريم بن امحمد الذي أخذ عنه عددا من المقدمات في الفقه و النحو و غيره.
و كان الشيخ محمد النحوي الوقروتي أحد الشيوخ الكرام و أحد العلماء الكبار الذين أخذ عنهم الشيخ البكري بن عبد الكريم و أخذ طريقة القوم عن الشيخ محمد بن عمر البدوي، و قد جال الشيخ رحمه الله في طلب العلم فقصد العديد من البلدان و زار الكثير من الأقطار من مراكش و فاس بأرض المغرب، فاستفاد من علماء هذه البلاد و حاز منهم على الإجازات و نال منهم البركات.
و بعد رحلته هاته عاد إلى مستقر بلده تمنطيط معلما و عالما، مفتيا و مدرسا، حتى أرسل الشيخ سيدي سعيد بن إبراهيم قدوره الجزائري في طلب أحد أبناء تلميذه سيدي عبد الكريم، فحظي الشيخ البكري بهاته الزيارة فزاره في عاصمة الجزائر، فما إن وصل إليه و رآه الشيخ سيدي سعيد حتى قال مرتجلا هاته الأبيات:
لو تعلم الدار من قد جاءها فرحت و استبشرت ثم باست موضع القدم
وأنشأت بلسان الحال قائلة أهلا و سهلا بأهل الجود و الكرم
و بقي عنده معززا مكرما و مما يروى كذلك أنه بعد أيام سأله قائلا:
هل أعجبك طعامنا، طعام الجزائر.
فأجابه قائلا:
أكلنا طعاما طيبا عند طيب كذلك طعام الطيبين يطيب
و ظل عنده إلى أن توفي الشيخ سيدي سعيد عام 1076 ه، و من هذا التاريخ عاد إلى توات، و بعد مدة قام بالتوجه إلى البقاع المقدسة مارا بتونس فأسس بها زاوية مشهورة بإسمه إلى الآن، ثم اتجه نحو طرابلس الغرب، ثم قصد مصر، فقابل فيها العديد من العلماء و الكثير من الشيوخ و كان من بين الذين التقاهم فيها: الشيخ أبي عبد الله محمد الخرشي، مفتي الديار المالكية في ذلك الوقت، ثم قصد بعدها الديار المقدسة و الأرض الطاهرة المباركة فحج بيت الله الحرام و قصد المدينة المنورة فزار قبر المصطفى صلى الله عليه و سلم.
و قد تعلم على يده عدد كبير من الطلبة، فكان من بينهم الشيخ سيدي ناجم، و بعد موته بمائة سنة كسر مغلق من مغاليق قبره، ففاحت المدينة برائحة أطيب من رائحة المسك فبحثوا فوجدوها من قبره و مع كل السنين التي مضت على موته فإنهم وجدوا الشيخ على حاله كيوم وضع لم يتغير من جسمه شيء.
و قد توفي الشيخ سيدي البكري بن عبد الكريم سنة 1133 ه عن عمر يناهز 93 سنة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/06/2012
مضاف من طرف : soufisafi
صاحب المقال : عبد الحميد بكري إمام مسجد النور بتمنطيط