كرّمت مؤسسة الشروق أمس السبت فضيلة الشيخ العلاّمة محمّد شريف قاهر، رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى، وأحد أعلام الجزائر الفضلاء، وحضر التكريمية جمع قدير من العلماء وطلبة العلم وتلاميذ الشيخ محمّد شريف قاهر وممثّلين عن المجلس الإسلامي الأعلى وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وبعض الزوايا الجزائرية مع دكاترة من جامعة الجزائر، وتقدّم الجمع الكريم فضيلة الشيخ العلاّمة محمّد طاهر آيت علجت الذي كرّم إلى جانب مسؤولي جريدة الشروق ومنهم مستشار المؤسسة الإعلامي علي ذراع، الشيخ قاهر بمنحه برنوس الشروق ودرع استحقاق عربونا من المؤسسة لما يقدّمه من خدمات جليلة في سبيل النّهوض بالوعي الإسلامي والحفاظ على الهوّية الوطنية وترسيخ المفاهيم الشرعية الحقّة والذود عن اللغة العربية ومكانتها في الجزائر، فضلا عن استماتته في الدّفاع عن البلاد وسيادتها ورفض كل محاولات العدوان على تاريخها وثقافتها.وألقيت أثناء التكريمية التي نظّمت بمقّر جريدة الشروق اليومي بالمركز الدّولي للصحافة عدد من الكلمات التي ذكّرت بالخصال الحميدة التي عُرف بها الشيخ سواء منها ما تعلّق بسعة إطلاعه وعلمه في العديد من الفنون الشرعية والإنسانية كالفقه والأصول والحديث والعربية والتّاريخ، أو ما تعلّق بمرونة أفكاره لما عرف به من ملكة علمية دقيقة جعلته حسب تدخّلات الحضور يحاول دائما التوفيق بين التأصيل الشرعي الصحيح ومستجدّات الواقع المعاصر بما يجعل الفتوى توقيعا عن ربّ العالمين، كما تطرّق الحضور الذي يعدّ أكثرهم ممن عرفوا بعلاقات وطيدة بالشيخ -تعليما أو تعلّما أو صداقة- إلى العديد من الجوانب الإيجابية في حياة الشيخ قاهر والتي تجّلّت حسب الحضور في دماثة ونبل أخلاقه الحميدة في معاملاته اليومية التي تتميّز بالحكمة والرزونة والهدوء مع الصرامة والغضب إذا ما كان الأمر متعلّقا بانتهاك حدود الله ومحارمه، وعدّد المشاركون المقرّبون من الشيخ المواقف المشرقة له والتي كانوا شهودا عليها في الصدع بكلمة الحق.وكان الشيخ على حذر منه، ييسّر على النّاس بما يوافق الشارع الحكيم، كما امتدحه تلاميذه بما تحمّله من مسؤوليات في سبيل خدمة دين الله وكيف حفّزهم بحسن كلامه وسيرته وتوجيهاته القيّمة على التمسّك بالوظائف التي حدّدها لهم من أجل النّهوض بالزوايا وإعمارها بذكر الله وكلمة الحق وتعاليم الدّين ونشر العلوم المفيدة بين النّاس، كما لم يخف البعض من الحضور إعجابه الكبير من بعض الأمور التي جعلت الشيخ يرقى في أعينهم لما رأوا عليه من علامات صلاح واستجابة فضلا عن أسلوب المزاح الذي كان دائما ما يجعله كالملح في الطعام من أجل أن يبشّ على مجالسه ومحدّثيه. وعند تناول الشيخ محمّد الشريف قاهر الكلمة أبدى بكلّ تواضع شكره وثناءه على من تدخّلوا للحديث عنه، داعيا الله عزّ وجل أن أن يجعله "خيرا مما يظنون ولا يؤاخذه بما يقولون وأن يغفر له ما لا يعلمون" وذلك اقتداء منه بما جاء في الأثر، كما تمنّى أن يجد التكريم الأكبر بيد يدي العظيم جلّ جلاله غدا يوم القيامة، مستئنسا بقول بعض العلماء أنّ الله لا يهين من أكرم على كبره راجيا أن يكون تكريمه أيضا في هذا السبيل. حياة العلاّمة الشيخ محمد شريف قاهر علم غزير... أخلاق راقية وجهاد بالكلمة والسلاحمن مواليد 02 جانفي 1933 بقرية "تموقرة" ببجاية، من عائلة محافظة ومتواضعة تعيش على الفلاحة، بدأ تعليمه في سن مبكرة في مسجد القرين، ثم في زاوية سيدي يحي العيدلي أين حفظ القرآن الكريم، وأخذ المعلومات الأولية. في سنة 1949 التحق بزاوية سيدي يحيى العدلي، وقد كان شيخه الأول آنذاك هو الشيخ محمد طاهر آيت علجت حفظه الله، حيث أتم حفظ القرآن كله بالزاوية، كما أخذ المعلومات الأولى في حفظ المتون، سواء كانت نثرا أم نظما، في رسالة أبي زيد القيرواني وابن عاشر ولامية الأفعال والصرف الحديث والبلاغة الواضحة وألفية ابن مالك والعاصمية وعلوم الحساب والفرائض. في سنة 1951 التحق بجامع الزيتونة، وحصل على شهادة الأهلية بامتياز سنة 1954. وفي سنة 1957 نال شهادة التحصيل. وفي سنة 1959 نال شهادة العالمية (بكسر اللام) في الشريعة. التحق بعدها بجامعة بغداد التي حصل منها بعد ثلاث سنوات على البكالوريوس في اللغة العربية. وفي سنة 1962 ومباشرة بعد الإعلان عن الاستقلال، عاد إلى الجزائر حيث عين أستاذا بثانوية ابن تومرت ببوفاريك، وبعدها بسنة انتقل إلى ثانوية عقبة بباب الوادي بالعاصمة وبعدها التحق بالمعهد التربوي للجنة التأليف، ثم بعد ذلك التحق بجامعة الجزائر التي تحصل منها على شهادة الدكتوراه من الدرجة الثالثة بين سنتي 1972/1973 حول "الأدب الأندلسي"، وبعدها بقي يدرس بالجامعة إلى غاية سنة 1983، حيث عين مديرا بمعهد العلوم الإسلامية التابع لجامعة الجزائر الذي تحول فيما بعد إلى المعهد الوطني العالي لأصول الدين، وبقي مديرا بهذا المعهد لمدة تسع سنوات أي إلى غاية سنة 1990.ثم أستاذا مكلفا بالمحاضرات، ودرس المقررات: الأدب الجاهلي، الأدب الأموي، الأدب الأندلسي، الأدب المملوكي والعثماني، الأدب المغربي القديم، وأخيرا علم القرآن والحديث إلى اليوم. وفي فيفري عام 2000 تحصل على شهادة دكتوراه الدولة، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه وغيرها.وهو الآن عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى منذ الثمانينات، وأستاذ مادة علوم القرآن، وعضو في اللجنة الوطنية للأهلة، ورئاسة لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى منذ عام 1992 إلى اليوم.ناضل وشارك في الثورة التحريرية، فهو مجاهد عضو في جيش التحرير الوطني، وعضو في جبهة التحرير قبل التحاقه بالجيش.وظائف أخرى:في سنة 1980 رشح عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى الذي كان تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية في عهد الوزير عبد الرحمن شيبان، وبعد دستور 1996 ألحق برئاسة الجمهورية، ومن سنة 1998 وفي عهد الدكتور عبد المجيد مزيان- رحمه الله- وهو عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى إلى يومنا هذا، حيث اضطلع بمهام رئاسة مجلس الفتوى بحكم تخصصه في الشريعة. كما أن له مشاركات كثيرة في الملتقيات العلمية داخل الجزائر وخارجها.من أعماله العلمية:تحقيق ديوان لسان الدين بن الخطيب "الصيب والجهام والماضي والكهام" سنة 1973.تحقيق كتاب "الأنوار في آيات النبي المختار" للشيخ عبد الرحمن الثعالبي، في ثلاثة أجزاء، سنة 2001.كتاب حول الأدب الأندلسي. الشيخ محمد الشريف قاهر: ما تعلمته على يد أستاذي "آيت علجت" يفوق ما نهلته في المشرق العربي وصف الشيخ محمد الشريف قاهر حفل تكريمه بالحدث الكبير، فهو الطفل الذي تربى في بيئة فقيرة وكان يمشي حافيا على ظهر حماره ويحيا حياة الفقراء، الا أنه بالأمل استطاع العمل والصبر والوصول لما هو عليه الآن، داعيا لمؤسسة "الشروق" بالإزدهار والتطور راجيا من المولى أن يجعلها مشعلا ينير درب الأمة وذلك من خلال مساعيها الحثيثة لتكريم علماء هذه الأمة، وأردف الشيخ قاهر بأنه تلقى تعليمه الأول في زاوية سيدي يحيى العبدلي على يد شيخه "الطاهر آيت علجت"، وقد استفاد منه ونهل من أسس ومبادئ العلم وهي نفسها التي أخذها في الزيتونة وبغداد ولعلها أعمق منها، لأنه تناولها بحب وشغف كبير، وقد علمه أستاذه "آيت علجت" الإعتماد على النفس وحسن الخلق والتواضع وتقوى الله والدفاع عن تاريخه، وهو ما حفزه للإطلاع على تاريخ العرب والغرب ولم يعرف عن الجزائر وتاريخها شيئا الا من خلال الشيخ عبد الرحمان الجيلالي والشيخ النايلي، فلما جاء من المشرق كان غرضه الوحيد البحث في تاريخ الجزائر فأحب الأندلس، لأن أجدادنا هم الذين فتحوها وله علاقة وطيدة بهم، وواصل الشيخ حديثه بأنه كلما وجد كلاما عن تاريخ الجزائر وأصوله تتبعه فتوصل إلى أن الجزائر قبل القرن 9 هجري كان فيها علماء وقراء نصوص قرآنية ومختصين في العلوم الدينية والشرعية باستثناء السيرة النبوية فتتبع المخطوطات لمدة 10 سنوات في اسبانيا والمغرب وتونس وكل المشرق العربي فلم يجد عالما اهتم بالسيرة النبوية الا عبد الرحمان الثعالبي، وكان من قبل قد درس في الزاوية كتاب الخياطي وسيرة ابن هشام وابن اسحاق، هذه الأخيرة ضاعت، غير أنه وجد نصوصا منقولة من الثعالبي كأنه كان يملكها، لذا أولى اهتمامه بهذا الجانب وبتاريخ الجزائر ككل والمغرب العربي والأندلس بصفة خاصة، لأن تاريخنا مرتبط به، وأردف الشيخ قاهر قائلا بأنه من طالب بتدريس اللغة العربية 4 سنوات في المعهد الإسلامي الأعلى، داعيا الجيل الجديد لدراسة تاريخ بلاده والثقة في رجالها حتى يتمكنوا من إعادة المغرب العربي إلى قوته ومجده. علي ذراع، المستشار الإعلامي لمؤسسة الشروق:"الشيخ قاهر عالم قدم الكثير للإسلام واللغة العربية"أثنى الأستاذ علي ذراع المستشار الإعلامي لجريدة الشروق على الشيخ العلامة محمد الشريف قاهر، واصفا إياه بأحد أبناء الجزائر والمجاهد والمدافع عن الإسلام واللغة العربية، وقال المتحدث عن الشيخ أنه يعد أحد العلماء الذين قدموا الكثير للإسلام من خلال تضحياته ونضاله ومقاومته للاستعمار بالقلم والكلمة في سبيل نشر العلم، مشيرا أن مؤسسة الشروق التي اعتادت على تكريم العلماء الذين ضحوا من اجل هذا الوطن، من اجل التعريف بهذه الشخصيات التي أدلت بدلوها لإرساء المرجعية الدينية للجزائر. الشيخ محمد الصغير بلعلام:الشيخ قاهر وقف في وجه فوضى المذاهب والفتاوى المستوردةوصف الشيخ محمد الصغير بلعلام، الأمين العام لمؤسسة مولود قاسم نايت بلقاسم، الدكتور الشيخ محمد الشريف قاهر بصديق العمر، فرفقتهما تمتد إلى أكثر من 70 عاما عندما التقيا في زاوية الشيخ سيدي يحي العبدلي وعملا معا في زاوية تامقرة، وتتلمذا على يد الشيخ الطاهر آيت علجت طوال 5 سنوات، وكان الوحيد الذي دعاه إلى منزله وضيفه في عام 1954 ثم ذهب المتحدث إلى قسنطينة ليلتقوا بعد ذلك إبان الثورة التحريرية في تونس. وأوضح الشيخ بلعلام أن العقيد عميروش قام بإعادته من صفوف الثوار ليتم تعليمه حيث كان القائد الثوري حريصا على أن يواصل الطلبة تعليمهم وبعد ذلك لم يلتقوا كثيرا كما كانوا من قبل. واعتبر الشيخ بلعلام وصول الشيخ قاهر إلى المجلس الإسلامي الأعلى بالإضافة الكبيرة، فعندما أصبح مسؤولا عن الفتوى حمل المرجعية الفقهية المالكية في الوطن على كاهله وسعى إلى حمايتها، في وقت كثرت فيه الفتاوى من مختلف القنوات وبات المواطنون يلجؤون إلى الأجانب لمعرفة أبسط الأمور وكأن الجزائر قد خلت من علمائها ومشايخها فوقف ندا للتيارات الغربية وكان صنديدا واعتمد على أمهات الكتب لكي يستوعب الكليات والجزئيات للمذهب، ووقف موقفا ضد كل من يعتمد على القول الضعيف ويستند إليه في الفتوى وقاوم كل الفتاوى المستوردة وصبر رغم تقدم سنه وكبره، مضيفا أن الشيخ قاهر سعى إلى حماية المرجعية في الوقت الذي عمت فيه الفوضى مساجدنا وهو يتجلى من خلال الصلاة حيث يصلي كل على طريقته. واستطرد المتحدث أن الشيخ حمى حتى القراءات السبع التي أصبحت مهددة بعد أن أصبح كل مواطن يسير وفق المذهب الذي يناسبه لذا وقف الشيخ قاهر ندا لهم وأكد على عدم الاقتداء بالقول الشاذلي والقول المرجوح. زبير طالبي الثعالبي:الشيخ عمل على إنارة عقول الشباب وهو فخر للجزائرأكد زبير طالبي الثعالبي، عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أن علاقته بالشيخ محمد شريف قاهر تمتد إلى أكثر من 67 عاما عندما كانا زميلين في معهد العامرة بتامقرة بزاوية سيدي يحي العبدلي وكان على رأسها الشيخ محمد الطاهر آيت علجت. وكان الشيخ قاهر تلميذه وصديقه وصفيه، وعملا معا على إنارة عقول شباب الأمة وأثروا فيه إيجابا وهو ما تجلى من خلال مؤلفاته العديدة. واستطرد المتحدث واصفا الشيخ بالتواضع، الأخلاق، حب الله، التفرس في الأدب والعلم والسنة النبوية، وهو نتاج تربية أصيلة أخذها عن الشيخ آيت علجت وعن المنطقة التي ينتمي إليها. وأردف الثعالبي قائلا إنه من حق تامقرة أن تفخر بالطالب المجتهد والمجاهد والداعية الشيخ قاهر ومعلمه آيت علجت وهو فخر لمعهد تامقرة كما يحلو لهم أن يسموه. بوربيع محمد :الشيخ قاهر كان مجاهدا صنديدا ومثالا للصدق والأخلاقاعتبر بوربيع محمد أحد رفاق السلاح للشيخ قاهر، والذي عرف الشيخ سنة 1947 وهما طلبة، بالمجاهد الصنديد والذي لبى نداء الثورة العظيمة، فقد نجا المتحدث من الموت المحقق في معركة حامية الوطيس دامت من الساعة الخامسة صباحا الى غاية الخامسة مساء استخدمت ضدهم مختلف الأسلحة القوية من دبابات وطائرات، وعندما كتب ملخصا للمعركة قرر مسؤولو الثورة إرساله إلى تونس ليكمل دراسته لأن الجزائر كانت بحاجة إلى متعلمين أيضا، وعلى الحدود الجزائرية التونسية وبالضبط في مدينة الكاف التقى بالشيخ قاهر الذي كان يرتدي قميصا خفيفا في عز الشتاء والبرد فقد كان مثلا للصدق والإخلاص والصبر وكان يسعى إلى حل المشاكل والصعوبات وديا، وقد روى المتحدث حادثة عن الشيخ قاهر المجاهد فقد كانوا في جماعة ولم يستحموا منذ أزيد من شهر فرخصت لهم القيادة بالتوجه إلى الحمام بالحدود الجزائرية التونسية في الولاية الثالثة وبمجرد أن دخلوا الماء باغتتهم قوات المستعمر فغادروا باتجاه الجبال في ثلاثة اتجاهات واستطاعوا النجاة، غير أن ما حز في أنفسهم على حد قول الشيخ بوربيع أنهم واجهوا العديد من العراقيل والمشاكل الإدارية أثناء عودتهم إلى الجزائر. الدكتور أحمد بن نعمان كاتب وباحث:"الشيخ قاهر الجهل والإستعمار"سرد الدكتور أحمد بن نعمان في كلمته التي ألقاها بمناسبة تكريم الشيخ العلامة الدكتور محمد الشريف قاهر، العديد من مواقفه الخالدة التي تدل على رجاحة عقله، وسداد رأيه، منها فتوى الرجم خلال أداء مناسك الحج في جميع الأوقات التي كان العلامة السباق لاعتمادها تيسيرا للمسلمين بعد ما أثقلت هذه المسالة كثيرا على الحجاج الجزائريين، وامتدح المتحدث غزارة علمه ما سمح له الموازنة بين النص والتيسير، خصوصا يضيف أنه معلوم أن الفتوى أمرها جلل كونها توقيع للأمور باسم الله، واعتبر الدكتور بن نعمان الشيخ قاهر عالما تقيا ووليا وصاحب مواقف صعبة وهو أحد الرجال الجزائريين العظماء الذين يستحقون التكريم. محمد أكلي آيت سوكي مؤرخ:"الشيخ قاهر رمز لزاوية سيدي يحيي العيدلي"واعترف مؤرخ زاوية سيدي يحي العيدلي محمد أكلي نايت سوكي، أن الشيخ قاهر طالما أوصى خيرا بالزاوية الواقعة في تامقرة، مشيرا أنه كثيرا ما أوفد أساتذة إليها لتقديم العلوم لطلبتها، مشيرا أنه يوصينا بالاهتمام بها حتى تبقى عامرة بذكر الله تعالى. وأضاف: كان يردد كثيرا هذه العبارة "اهتموا ببيوت الله يهتم الله ببيوتكم". عبد المجيد بيرم الأمين العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين:"سافرت معه وأشهد أنه عالم صادق مخلص"واعتبر الأمين العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد المجيد بيرم أن العلامة الدكتور محمد الشريف قاهر عالم جليل ويمثل حلقة في هذه السلسلة من الحلقات التي تؤصل للمرجعية الدينية في الجزائر، مشيرا إلى أنه أنفق سنوات عديدة من أجل تأليف كتاب لتأكيد المرجيعية التي يفترض أن تكون متواصلة وهي سياسة مهمة- حسبه- كون الجزائر في حاجة ماسة إلى السند العلمي، وقال عن الشيخ إنه يتميز بالعديد من الخصال الرائعة التي يتحلى من دماثة الخلق والصب والأناة، حيث لم ير قط غاضبا، كما يعرف عنه ذكره إذ إن لسانه دائما رطب بذكر الله تعالى، مستشهدا في ذلك بالحادثة التي وقعت له عند أدائه مناسك العمرة على هامش الملتقى العلمي المنعقد في مدينة جدة حيث دخل المستشفى لمدة خمسة أيام وكان طوالها لا يفتر عن ذكر الله عز وجل. العلامة محمد الطاهر آيت علجت:"الشيخ قاهر أفضل سند لي في مسيرتي وأوصيكم لا تفرطوا في الجزائر"اعتبر العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت الدكتور قاهر الشخص الوفي لمبادئه وشيوخه وأهل الخير جميعا، في زمن قل فيه هذا الصنف من الناس، مشيرا أنه كان خير سند له في تونس وأسهم كثيرا في توجه الطلبة إلى تونس لطلب العلم مع مساهمته الكبيرة في نشره على مستوى زاوية العيدلي، وأوصى العلامة خيرا بالجزائر معتبرا إياها أمانة في أعناق الخلف للحفاظ والدفاع عنها. مولود آيت تواتي من أعيان تامقرة:"الشيخان قاهر وآيت علجت هلالان ينيران تامقرة كلما حلا بها"وقال مولود آيت تواتي إن الشيخ قاهر خير خلف لخير سلف، في إشارة إلى كل من العلامة سيدي يحي العيدلي والطاهر آيت علجت، معتبرا الدكتور قاهر والعلامة آيت علجت هلالين ينيران تامقرة كلما حلا بها ويملآن الفراغ الذي بها. الدكتور سعيد شيبان:"انشروا علم الشيخ قاهر وكتبه"من جهته، قال المفكر الدكتور سعيد شيبان أن الشيخ العلامة محمد الشريف قاهر موسوم بالخير والفلاح والإصلاح والعلم، مشيرا أن غزارة علمه تتطلب عقد العديد من الاجتماعات والمحاضرات لنهل العلوم والمعارف والاغتراف من نبع تجاربه، مشيرا إلى انه أفنى قسطا واسعا من حياته العلمية في التحقيق حول السيرة النبوية للعالم الجليل عبد الرحمان الثعالبي، التي ورث مخطوطة منذ القرن التاسع، وكرس جل وقته في تحضيرها، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بها ونشرها حتى تعم الفائدة. الشيخ محمد الصالح آيت علجت:"الشيخ قاهر مارس التعليم وهو طالب"نقل الشيخ محمد الصالح آيت علجت نجل العلامة محمد الطاهر آيت علجت، أن الشيخ قاهر من القلائل الذين مارسوا التعليم وهو لايزال طالبا، عندما أوفد العقيد عميروش العديد من الطلبة الجزائريين الى تونس فتكفل بهم كل من والده رفقة الشيخ قاهر، حيث كان عضوا بارزا في اللجنة التربوية لإعداد الطلبة باعتبار أن الجزائر آنذاك كانت بحاجة إلى إطارات لحمل مشكل تسيير البلاد بعد الاستقلال، مشيرا إلى أن الشيخ قاهر رفقة العلامة آيت علجت قدم خدمات جليلة في ظرف وجيز بعد تأسيس مدرسة النصر واستطاعت تقديم طلبة متميزين للتعليم العمومي التونسي.وأضاف أن الدكتور قدم جهودا مضنية لتأليف الكتب التي كانت تدرس في الثانويات، إلى جانب مساعيه الدعوية والإصلاحية وحرصه الشديد على الاستثمار في الوقت، وخدمته للقرآن والحديث ونشر الأخلاق ودعم التعليم. الأستاذ محمد الهادي الحسني:"رجل وفّي بالوعد مخلص في النصح"أثنى عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين محمد الهادي الحسني على خصال العلامة محمد الشريف قاهر الذي وصفه بالرجل الفاضل الذي يفي بما يقول في سياق سرده لحد الوقائع التي حدثت له مع الشيخ حينما كان عميدا على المعهد العالي لأصول الدين، قائلا دخلت مكتب الشيخ ووجدته جالسا على أريكة عصرية ومازحته بالقول، لقد جهزت مكتبك بأثاث جديد، فرد علي: "أقسمت ألا أجلس على أريكة إلا لمصلحة العامة"، وأضاف الأستاذ ولقد وفى شيخنا وكان عند وعده، وأفاد أن العلامة يعتبر أحد الشيوخ المحببين إلى قلبه، وساهم ثلاثة مشايخ في توطيد العلاقة بينهما على غرار العلامة محمد الطاهر آيت علجت، وإمام مسجد كتشاوة الأسبق الشيخ اعمر بوعناني إلى جانب الشيخ محمد فارح رحمهما الله اللذين اثنوا كثيرا عليه، مشيرا انه لما التقى به فكان أفضل مما سمع عنه -يقول الهادي الحسني-. الدكتور جمال كركار:أستاذي قاهر كان موسوعة في كل الموادتحدث الدكتور جمال كركار وهو تلميذ الشيخ قاهر في كلمته، عن تعرفه على الشيخ قاهر وكان ذلك في بداية الثمانينات عند افتتاح المعهد العالي في أصول الدين، وكان الشيخ عميدا للكلية، وقد علمهم أصول الفقه والتاريخ وجوانب كثيرة، واستطرد المتحدث واصفا شيخه ومعلمه بمتتبع السلف الصالح وقد كان يعتبره موسوعة في شتى العلوم والمجالات، كما استغل تحضيره لرسالة الدوكتوراه ليستفسره عن تاريخ منطقة "زواوة" وشجرة الخروب حتى أنه شبهه ب"هانوتو" في كتابه، وكان الشيخ يحكي له هذه الروايات نقلا عن أبيه. وأهم ما لفت انتباه المتحدث عن أستاذه هو حرصه الشديد على تدوين تاريخ ومكان وساعة قراءته للكتب وهي الطريقة التي يعتمدها ابن عابدين في كتابة رسائله.الدكتور محفوظ سماتي: الشيخ قاهر يمتاز بروح الدعابةأوضح الدكتور محفوظ سماتي رئيس كلية العلوم الاجتماعية بجامعة بوزريعة وعضو المجلس الإسلامي الأعلى، أنه التقى بالشيخ قاهر في المجلس الإسلامي الأعلى منذ 16 سنة وعرف من خلال احتكاكه به أنه صبور، لا يظهر نرفزته ولا قلقه، فرغم المشاغل الكبيرة والأسئلة التي يطرحها عليه المواطنون في كل مرة، إلا أنه يصغي إليهم جميعا دون أدنى انزعاج، حتى أن هناك مجنونا كان يتردد عليه ويطلب منه في كل مرة أن يكتب له والشيخ يلبي طلبه دون أدنى قلق أو انزعاج، واستطرد المتحدث الشيخ كان يمتاز بالأدب الأندلسي واختار الفقه وتحمل الأعباء المترتبة عنه ،إلا أن ذلك لم يفقده روح الدعابة والنكتة التي كان يتحلى بها. الدكتور منير سعدي : الشيخ قاهر دقيق جدا في البحث العلميأفاد الدكتور منير سعدي من كلية الأدب العربي، أنه تعرف عليه في إذاعة القرآن الكريم، كان لديه برنامج في "مذاهب السنة" وهي مرجع أساسي لمذاهب السنة عبر العصور، مضيفا أن الشيخ قاهر له باع طويل في مذاهب السنة ونشر العلم والثقافة، لذا لم يكتف بالتخصص في علم واحد فهو عالم في الفقه، متصوف، باحث متخصص في مجال السيرة داعيا إلى وجوب الالتفات إليه ويجب نشر علمه ومختلف كتبه في مختلف المجالات، لذا لابد من إماطة اللثام عن أعماله وكتبه والنهل من تواضعه، وواصل المتحدث كلامه قائلا بأن الشيخ دقيق جدا في البحث العلمي، فهو يشرف حاليا على رسالة الدكتوراه الخاصة به، وهو يحرص على تدقيقها وتوجيهه حتى يكون العمل كاملا متكاملا. د. عبد القادر فضيل:الارتقاء باللغة العربية كان من أولويات الشيخ قاهر لفت الأستاذ عبد القادر فضيل، والذي كان يشغل منصب أستاذ لغة عربية بثانوية عقبة عندما استعان به الشيخ قاهر، أن هذا الأخير كان يصاحبه ويسانده وقد دعاه ليكون إلى جانبه لتعليم الطلبة "فنيات التعبير" و"منهجية التناول" وطلب منه التناوب على هذين العنصرين لما لاحظ النقص الكبير لدى الطلبة، وقد أبدى رضاه عن المجهودات التي قام بها، والتقيا عدة مرات في المجلس الإسلامي الأعلى، مضيفا أن الشيخ قاهر كان غيورا على اللغة العربية. سمير كيجاوة:لا يفتي الشيخ قاهر إلا بعد أن ينظر في المآلاتركّز الشيخ سمير كيجاوة، باحث في أصول الفقه، على أن الشيخ محمد الشريف قاهر يحتفظ بكل مقرراته العلمية منذ أن كان طالبا في تونس، ويحتفظ بكل أسماء طلابه ودرجاتهم ويكتب مذكراته يوميا، وكلما قرأ كتابا إلا ودون الساعة واليوم الذي قرأه فيه وهو يحفظ الكثير من الأشعار وسر الغرابة فيه يكمن على حد قول محدثنا في جمعه بين التواضع وقوة الشخصية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/07/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com