الجزائر

الشقيق وشقيقه



تلك السهرة الرمضانية كانت فريدة من نوعها التي جمعته هو وشقيقه، كانت تبدو عليه بعض علامات التعب، وهي علامات واضحة ناتجة عن فترة النقاهة. قال بصوت هادىء مخاطبا شقيقه.. قل لي يا شقيقي لقد سمعت كلاما كثيرا عنك في الأوساط التي تحبنا والتي لا تحبنا، والتي تقترب منا ما دمنا على رأس هذه السلطة، بأنك ترغب في خلافتي، فهل هذا صحيح؟!. سكت الشقيق ثم قال: "أعرف يا أخي أن الأمر ليس سهلا، وأنه من الصعب أن يعوض رجل عظيم مثلك.. إنك لست أخي الأكبر فقط وحبيبي وراعيّ، بل أنت مدرسة بكاملها، ومثال كبير وعظيم يصعب أن نحل محله.. كما أنك تعرف يا أخي ويا معلمي أنني دائما لا أتحرك إلا لصالحك وأنا كنت دائما رهن إشارتك.. وأعلم أنك تعبت كثيرا، وخانتك الصحة بنت الكلب بحيث لم تتمكن من إتمام خطتك ومشروعك في الحكم.. إني لأعترف بحنكتك كيف عاقبت بطريقة عبقرية كل من أساؤوا إليك في الماضي وذلك بأسلوبك اللبق الدبلوماسي لكن القاتل.. كلهم تهافتوا أمام رجليك من بن عودة إلى بلعيد عبد السلام، إلى مساعدية، إلى بيطاط، إلى العماري، وغيرهم، فقط رجلان كانا صعبين وهما شريف بلقاسم وبومعزة، لكن أثبت لهم أنك محنك وخطير.. لذا فأنا لست مجنونا حتى أريد خلافتك، لكنني أجتهد كيف أرتب البيت، ليصبح بعدك مريحا لعائلتنا ورجالنا يا أخي المبجل..".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)