الجزائر

"الشق الثقافي كان لغم فرنسا في الجزائر"




في البداية لابد من النصوص لأنها الدليل الأبرز لتحديد الجانب الثقافي المتعلق بالجزائر أو بفرنسا، غير أن اتفاقيات ايفيان من جهة توضح و من جهة أخرى لا توضح، فهناك أشياء قبلها الجزائريون، وبالنسبة للجزائريين هذه الاتفاقيات اعتبروها نافذة على العصرنة، وكمثال على ذلك وثيقة نوفمبر كتبت وحررت بالفرنسية وكل الاجتماعات بطرابلس كانت بالفرنسية، ناهيك عن مؤتمر الصومام الذي كتب هو الآخر باللغة ذاتها، فاللغة الفرنسية وقتها هي لغة عالمية تستعمل في مناحي كثيرة على غرار الأداء القانوني والدبلوماسي كما هو معروف إلى يومنا هذا، فالشق الثقافي في هذا الإطار ليس مفهومه هيمنة للغة الفرنسية بل هي وسيلة لإيصال معلومات والعلوم والمعارف لكل البشرية، فالجزائريون كانت لهم الفرصة في النهل منها ومن مفرداتها، وكما قال الراحل كاتب ياسين "اللغة الفرنسية هي غنيمة لنا"، وبالتالي من المعلوم أن توظيف الفرنسية عند نخبة الكتاب من الفرنسيين، هي لتقوية الأداء عند الفرد وتقوية اللياقة والدبلوماسية، لذلك فالشق الثقافي مقبول عند الجزائريين بالنظر لما يحملة من خصائص ايجابية تساعدهم في حياتهم اليومية، أما عن الشق الثاني في هذا الجانب فيتعلق بفرنسا التي انطلقت من أعمال جبارة منها أعمال جورج ماسي، جون جاك روسو، بلزاك، وغيرهم فهذه الأعمال لم تنته إلى حد الآن، ففرنسا تريد التعمق في الأعمال التاريخية، على صعيد أخر لم يكن للجزائريين الوسائل والمخابر الكافية لذلك فهم يحتاجون إلى التعاون مع الجامعات والأساتذة الفرنسيين، وكذلك عرفت فرنسا بالسينما الطلائعية فالسينما هي التي فتحت الباب مع السينما السوفياتية للجزائريين وكانت الخيارات في الثمانينات مع الشاذلي وعبد الرحمان نظرة عربزية نهائية لهذه الهيمنة غير المباشرة، كما كان هناك أشخاص لا يؤمنون بهذا الجانب مثل عثمان سعدي، والكوكبة التي تسير المجلس الأعلى للغة العربية فهؤلاء ينظرون إليها بنظرة إيديولوجية، بينما يبحث الفرنسيون عن الأداء و وما تستطيع الثقافة أن تقدمه للشعوب لأنهم يروا في الجزائر النافذة المفتوحة على إفريقيا، مثل ما قدمه جون بول سارتر، سيمون، كامي، واستكمالا للتعاون ومسيرة المدرسة الفرنسية بالجزائر إلى غاية الاستقلال وحتى تختار الجزائر نهج لها في تحويل منظومتها التربوية. إلا أن تصرفات المسؤولين الجزائريين الذين كان بعضهم يتباعد من الدولة الفرنسية ويقترب بصفة أكثر إلى اليسار الفرنسي، ذا الاختيار الاديولوجي والسياسي عرقل شيئا ما التعاون في النصوص حسب اتفاقيات إيفيان وهو ما جعلها واضحة وغير واضحة كما قلت في البداية.
بوخاري أحمد لطفي / باحث في التاريخ


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)