الجزائر

الشعــب.. رصــاص قلم ولهب مقــدّس - الشعب أونلاين



الشعــب.. رصــاص قلم ولهب مقــدّس - الشعب أونلاين

تلتقي الأجيال في هذا الصرح الإعلامي التاريخي العريق، والأيقونة الخالدة والموروث الرمز؛ فمن رعيل أسّس وناضل مباشرة بعد الاستقلال، إلى أجيال متعاقبة استلمت المشعل الثوري، فمنهم رجال من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.62 عاما، لم تكن دون شك بردا وسلاما، في الكثير من المحطات والمنعرجات الحاسمة، لكن ولأن “الشعب” هي لسان الشعب، ومن الشعب وبالشعب، ودرع الوطن وحامي الحمى، وسليل يذود عن الجزائر بأقلام من رصاص، وكلمات من بارود، وكتابات ومساهمات بقوة المدافع، عندما يتعلق الأمر بكبرياء الأمة والقضايا العادلة حيثما كانت ووُجدت.“أم الجرائد” تواصل بعد 62 سنة، خوض “معركة” الدفاع عن الثوابت والهوية ولغة الضاد والسيادة الوطنية والاستقلال والذاكرة والرموز والتاريخ ومواقف الدولة الخالدة ومبادئ نوفمبر المجيد، التي لا تموت ولا تسقط بالتقادم، ولا هي قابلة، بأيّ حال من الأحوال، للتنازل أو التفاوض.شهادات الأوّلين والمخضرمين، تكشف أن المهمة لم تكن سهلة أبدا، في بدايات التأسيس، وبعدها، لكنها لم تكن مستحيلة، فقد قاومت “الشعب” الهزات والأزمات، واختارت أحيانا “استراحة المحارب”، لكنها لم تضع أبدا سلاح التحدّي والتصدّي لكلّ المتآمرين والمتربّصين بقبلة الثوار وأرض الشهداء الأبرار.في زمن هواجس تآكل واندثار الصحافة الورقية، في العالم، نتيجة المتغيّرات الرقمية والتكنولوجية، هاهي “أمّ الجرائد” تتكيّف وتتعايش، وتعمل على تطوير وتحديث أسلوب مخاطبة القراء والجمهور الشغوف بالقراءة، مستعينة بجيل شاب من الصحفيين والإطارات والتقنيين والمراسلين، وفريق محترف من الإداريين، قصد معاكسة كلّ الأراجيف المتخوّفة من “زوال” الورق المقروء في زمن النت وتأثيرات السوشل ميديا وحتى الفايك نيوز.لقد مرّ من هنا عديد المسؤولين والأكاديميين والمثقفين الكبار والإعلاميين الأوائل والأدباء البارعين والأساتذة المتمرّسين، فكانت “الشعب” حضنَ وحصنَ هؤلاء وأولئك، وحاضنة الطاقات والكفاءات والمهارات، وكانت خط انطلاق فواعل نخبوية ومشتلة الناجحين في الإعلام والصحافة والتعليم العالي والتاريخ والأدب والثقافة وصناعة الرأي العام.أسماء وشخصيات وازنة ومقامات وقامات وهامات، مرّوا من هنا، فكانت “الشعب” مثالا نموذجيا لذلك “المفتاح” الذي فتح الأبواب، و«الفانوس” الذي أضاء طريق الكثير من السابقين واللاحقين، ممّن توفرت فيهم بذرة العطاء والوفاء، فكان النجاح حتماً مقضياً، والحال أن هؤلاء الأساتذة الكرام لم يبخلوا على مجموعات متدافعة من “تلاميذ” قصدوا “البيت الكبير”، آملين في التعلّم و”سرقة” الخبرة وسرّ المهنة وتلك الخلطة السحرية، لمواصلة المسيرة وحفظ الأمانة في كلّ الظروف والأحوال.نجحت “الشعب” في الحفاظ على خطها الافتتاحي المناوئ لكلّ ماهو ضدّ الجزائر الواحدة الموحَّدة، وحافظت، رغم كلّ التحوّلات والمتغيّرات، على ثوابتها المستمدّة قلبا وقالبا وشكلا ومضمونا، من ثوابت الدولة الجزائرية، ومن مبادئ ومقدّسات بيان الفاتح نوفمبر 1954، لتظل وتبقى المرآة العاكسة للكبرياء و«النيف” الجزائري الذي يكفر بالمخططات العدائية والدعائية التي تستهدف، يائسة، ومن حين لآخر، أساسات وأركان الدولة النوفمبرية الواقفة ضدّ تيّار نيوكولونيالي يتلوّن بألوان الحرباء، لكنه مفضوح أمام الوطنيين والخيّرين والشرفاء والنزهاء الصامدين في وجه أيّ محاولة عبثية للتقويض أو الترويض.مثلما رافقت “أم الجرائد” محطات النصر والفخر المتوالية للاستقلال الوطني، هاهي اليوم ترافق إنجازات وانتصارات الجزائر الجديدة المنتصرة والمقتدرة، وتقف سدّا منيعا بأقلامها عبر صفحاتها وموقعها الإلكتروني، في وجه الحملات الخارجية الدنيئة والخسيسة، التي تعود تنفيذا لمهماز ولماز المخابر الحاسدة والمتآمرة في حقّ جزائر مرفوعة الهامة والرأس.من الوفاء والإخلاص والولاء لإعلام ثوري وطني نزيه مسؤول ومؤثر، مازالت “الشعب” حاضرة يوميا في كلّ أكشاك الوطن، تضمن خدمة عمومية بشكل متطوّر وآني عبر الجريدة الورقية وموقعها عبر الأونلاين، رافضة “الانسحاب” من الساحة الإعلامية، كغيرها من بعض العناوين الوطنية التي تواصل ترسيخ التعددية الإعلامية في البلاد وفق التنافس المهني النظيف والشريف، ولذلك اعتمدت “الشعب” مؤخرا، إخراجا جديدا وواجهة متجدّدة، ومنهج عرض مغايرا للمادة الإعلامية، في سياق بعث حيوية احترافية بمساهمة جميع أفراد طاقم التحرير والقسم الفني.ومن أجل تعزيز مكتسبات العمل الإعلامي المحترف، ركزت عميدة الصحافة الجزائرية، على إعداد ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية ودبلوماسية وثقافية ورياضية ودولية، باستجواب مسؤولين وخبراء ومختصين وأساتذة من مختلف التخصصات، لمرافقة الإصلاحات والمنجزات الوطنية الكبرى والحيوية والاستراتيجية للجزائر الجديدة والمنتصرة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.كما عمدت “الشعب” إلى طبع “أعداد خاصة” رافقت أحداثا ومواعيد وطنية مفصلية، حيث لقيت المبادرة إعجاب وثناء وعرفان زملاء المهنة وقراء ومتابعين للخارطة الإعلامية.يقف أبناء “الشعب” وقفة الشجعان، في مؤازرة ودعم قضايا التحرّر والقضايا العادلة في العالم، في مقدمتهما فلسطين والصحراء الغربية، بالقرطاس والقلم. وهاهي “أمّ الجرائد” واقفة مع “أم القضايا” ظالمة أو مظلومة، في واحدة من الملاحم البطولية التي تلتزم بها الدولة الجزائرية، في زمن الخنوع والتطبيع والبيع والخيانة.هكذا هي عميدة الصحافة الجزائرية، لا تتبدّد، تتعدّد وتتجدّد، من أجل الحفاظ على المشعل متقدا، تساهم مع المساهمين في إضاءة الساحة الإعلامية الوطنية، وتبادر مع المبادرين في تقوية وحدة الصفّ وإسماع كلمة الحقّ، والمشاركة بلا مزية ولا مِنّة في مأمورية البناء الوطني بمحاربة التضليل والتغليط والإشاعة المغرضة والسموم المدسوسة في عسل وخطاب التيئيس وتثبيط العزائم وتغطية شمس الحقيقة بغربال التزييف والتحريف.بكل ريادة وسيادة، ستواصل “العميدة”، مع كل الوطنيين والمخلصين، قيادة معركة الذود عن قدسية الوطن وبنائه بأيدي أبنائه البررة، بوفاء وولاء، فبالصبر يتحقق أيضا النصر، ونخطو، بإذن الله، نحو المستقبل بخطوات واثقة مضمونة، وأساسات صلبة، تبجل نضال وكفاح الرجال الشجعان، وتعطي الفرصة لحاملي المشعل، من أجل مواصلة المهمة والمسار بكل احترافية وابتكار، ترسيخا للعروة الوثقى بين جيل الثورة وجيل الاستقلال.. وفي الولاء والانتماء لقبلة الثوار فليتنافس المتنافسون.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)