أتوخى في هذه المشاركة إظهار أهمية التاريخ بالنسبة لتشعير النص الشعري النسائي من منطلق أن التواصل مع الشعر عموما يتم عبر أزمنة نسميها أزمنة فنية ؛ من حيث انتماؤها إلى صميم النص الأدبي، ثم من منطلق أن التقويم الآني للآثار الأدبية مهما أوتي من ملكة منهجية في التفكيك، وجرأة على الفهم والغوص في الأثر الأدبي يبقى قاصرا لارتباطه بزمن واحد وبمكان واحد أيضا .. إنني مقتنع بأن هناك أزمنة متعددة في تأطير الشعر، وعلى رأس هذه الأزمنة الزمن العابر أو الميت وهو الذي يغمر الأثر الأدبي ويلقي به إلى النسيان، إذا كان مفتقدا لماء النص أو عذوبته، أو الوجود الماسي الذي يستمر في الإشعاع عبر الأزمنة والأمكنة .. وطبعا نحن نقول إن الشعر النسائي لا يخلو من رموز دفعت بحركية
التواصل مع هذا النموذج من الشعر إلى المستوى التاريخي المستمر والمتلألئ .. وسيكون قسط من اشتغالنا منصبا على إظهار هذا العنصر المنهجي في الاشتغال من منطلق أهميته في تقيم الآثار الأدبية،
ثم نمر إلى التقويم الفعلي لرموز الشعر النسائي التي دوخت النقد وأثارت اللغط وتمنعت على رقابة التاريخ .. وهكذا فإذا انتخبنا في هذه المشاركة بعض الشواعر للاستشهاد، فسيكون انتخابنا لها مبنيا على سلطة التقويم التاريخي، هذه السلطة التي تقدم النتائج في هدوء لافت للنظر وتدرأ العجلة في الأخذ بالأحكام ..
نعم إننا نقول إن للشعر النسائي حضورا في التاريخ ،ولكن الذي يعنينا منهجيا في هذا القول هو ابتعاد هذا الحكم على الذاتية والانطباعية وارتباطه بلاشعور التاريخ الذي يمتلك قدرة على التقويم قلما نجدها في الأحكام المغتصبة واللحظية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/03/2011
مضاف من طرف : poesiealgerie
صاحب المقال : Taoubi Mustapha / د.مصطفى الطوبي أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر / أكادير / المغرب
المصدر : ملتقى دولي حول " الشعر النسوي بتلمسان" خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية