الجزائر

"الشعب".. 61 عاما في خدمة الوطن



قدّمت عميدة الجرائد الجزائرية "الشعب"، خلال كلّ مسار صُدورها قبل وبعد إقرار التعددية الإعلامية في البلاد، أبهى صور المهنية الإعلامية، والوفاء للقيم والثوابت الوطنية، وكانت على قدر المسؤولية والموثوقية على كافة الأصعدة، السياسية، والاقتصادية، والرياضية، والاجتماعية، والثقافية، وحاضرة بقوة في كافة الوقائع الفارقة خلال مراحل بناء الدولة الجزائرية الحديثة ما بعد الاستقلال في الخامس من جويلية عام 1962م.أشاد خبراء وفنانون بمسيرة أيقونة الإعلام الجزائري جريدة "الشعب"، ومسايرتها المهنية لقضايا التنمية المحلية، ومواظبتها على معالجة الملفات ذات الصّلة بحياة المواطن وكرامته، وكذا تحليلاتها وتغطياتها الحصرية والمتفردة للأحداث الوطنية الرسمية على مدار 61 سنة من بزوغ شمسها على الجزائر المستقلة.
وثيقة تأريخية
للجزائر
اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة قسنطينة-3، البروفيسور عبد اللطيف بوروبي، جريدة الشعب وثيقة رسمية لتاريخ الجزائر بعد الاستقلال، سايرت الأحداث التي عرفتها الأمة الجزائرية بمختلف أطوارها الإيجابية والسلبية، كما عملت باحترافية على التنبيه بأهمية التلاحم والتماسك الداخلي، واعتبار الاستقرار السياسي والتنمية المستدامة هما وجهان لعملة واحدة.
وأوضح الخبير السياسي بوروبي، في تصريح ل«الشعب"، أنّ هذه الجريدة العريقة ليست نشرية إخبارية وفقط، بل هي وسيلة للتعلم، وديمقراطية متاحة للجميع، وعنوان كبير لأمة عظيمة منضوية كغيرها من الأمم في عصر العولمة والتنافس الرهيب حول استغلال المعلومة.
وتابع محدثنا أنّ الجزائر بعد استقلالها في 05 جويلية 1962م، ورثت الكثير من المعاناة بفعل السياسة الاستدمارية، ومحاولات تجهيل الشعب الجزائري وإرغامه على الانسلاخ من هويته ولغته العربية، لترفع بذلك التحدي بإصدار جريدة ناطقة باللغة الوطنية تعبر عن طموحات وأمال الأمة ألا وهي "الشعب"، من أجل نقل المعلومة الموضوعية، وكوسيلة متاحة للجميع لتنوير الرأي العام، لاسيما وأنّ فترة ما بعد الاستقلال كانت حسّاسة في مسيرة البناء الوطني والحفاظ على الاستقرار السياسي.
وأردف بوروبي: "يتعيّن على السلطات العليا الحفاظ على جريدة الشعب، وتطوير ظروف العمل فيها؛ لأنّها تعتبر مجالا استراتيجيا للدولة الجزائرية، ليس بالضرورة مرتبطا بالربحية وإنّما تصوّرا وإطارا ديمقراطيا للتعلّم متاح للجزائريين، موضوعي وهادف".
صوت المثقفين
والمبدعين
أثْنَى الفنان الشّعبي محمد محبوب على مضامين "الشعب" الثقافية، وتقاريرها الفنية التي ميّزت الجريدة عن غيرها من الصّحف، تاركة بصمتها في مختلف الفعاليات المتصلة بالشأن الثقافي الوطني، وتحولها من خلال تغطياتها النوعية الشاملة إلى أرشيف توثيقي حيّ للأحداث.
وفي حديثه مع "الشعب"، قال محبوب، إنّ أم الجرائد كانت وما تزال صوتا صادحا للمثقفين والمبدعين في شتى الألوان الثقافية، وكافحت عن قضاياهم وحقوقهم المعنوية والاجتماعية، وما زالت على ديدنها وخطّها التحريري القويم الخادم للوطن والمواطن بتفان بلا توان.
وأضاف الفنان محمد محبوب قائلاً: "لا يقتصر إبداع الشعب على الشقين الثقافي والفنّي، بل أجادت وأبهرت الجريدة في كافة المجالات الاقتصادية والتنموية والفلاحية والرياضية والمجتمعية والصحية وغيرها، وأتقن كلّ من يعمل بها صياغة الأفكار ورصف الكلمات، وليس غريباً على الشعب العتيقة هذه المهنية التي استقطبت القارئ وصانع القرار الجزائري على حدّ سواء".
منبر إعلاميّ
حديث
من جانبه، أبرز الكاتب السياسي والروائي، عزيز فيرم، في اتصال مع "الشعب"، أنّ الدّولة الجزائرية عندما نالت استقلالها وحريتها، في تلك اللحظة التّاريخيّة المفصليّة، أبت تأسيس منبر إعلاميّ حديث يعبر عن قضايا الشّعب والأمة، ويكون له صدى في الدّاخل كما الخارج، فكانت "الشّعب" الجريدة والمنارة الإعلامية للجزائر.
وأفاد فيرم أنّ الجريدة العريقة مثلت صوت الشعب الذي يصدح في كلّ مكان، والكلمة الصادقة، والخبر اليقين، معتبرا مسارها مشرفٌ، وعالي الاحترافيّةٌ والمصداقيّة.
ورغم التحديات الداخليّة والخارجيّة التي مرت بها الجزائر، بقيت "الشعب" وفيّة لعهودها والتزاماتها التي قطعتها منذ ما يربو عن واحد وستين سنة خلت، حسب قوله.
ووفقا للكاتب ذاته، لم تثن الصعوبات الظرفية من عزم وإرادة طواقم الجريدة المتعاقبين، وزادتهم سوى قوّة واستمراريّة، خصوصا في عصرنا المفعم بالطّفرات الرقميّة والمعلوماتيّة، حيث رفعت "الشعب" التحدي لتواكب التّطورات بإصدار مواقع على الأنترنت "الشعب أونلاين"، الذي صار ينقل الخبر أولا بأول في شتى الميادين، حتى يضع القارئ أمام الحدث بشكل مباشر وآني.
وختم فيرم قائلا: "مع الاحتفال بعيد ميلادها الواحد والستين الذي يصادف ذكرى أحداث الحادي عشر من ديسمبر الملهمة في تاريخنا الخالد، أتمنى لجريدة الشعب مزيدا من التألق والاستمراريّة لتظل كما عهدناها نجمة ساطعة في سماء الإعلام الوطني والدولي".
نهج جريدة الشعب الإعلامي بطابعه الوطني الخالص، لم يتأثر بدخول وسائل التواصل الاجتماعي على الصحافة، إذ استطاعت مواكبة التحديات الرقمية الجديدة، وولوج فضاءات الشبكة العنكبوتية العالمية باحترافية، مع المحافظة على خطها ولغتها العربية الرصينة، ومصداقيتها وموثوقيتها في الأوساط الشعبية والرسمية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)