"الشروق" تكشف معاناة مرضى القلب بمستشفى كناستال بوهران

معاناة كبيرة تلك التي يعيشها الأطفال بمستشفى كناستال، خاصة بمصلحة أمراض القلب، بفعل محدودية الإمكانات المتوفرة بهذا الصرح الاستشفائي، زيادة على التكاليف الباهظة التي تترتب على إجراء العمليات الجراحية بالنسبة إلى مرضى القلب المفتوح. وقد اغتنمت "الشروق" فرصة تنظيم جمعية القلب المفتوح زيارة تفقدية إلى المصلحة لنتقمص دور أحد أعوان الجمعية وننقل معاناتهم التي لا تنتهي.خلال دردشة مع بعض أولياء المرضى، أكدت لنا سيدة، أنها قدمت من مدينة مغنية رفقة طفلها الذي يعاني من متاعب صحية على مستوى القلب، الأمر الذي يحتم عليها التنقل بشكل مستمر إلى ولاية وهران، غير أن المهمة ليست بالسهلة، حين تضطر إلى استئجار سيارة إسعاف لنقل فلذة كبدها إلى المراكز الاستئفائية المتخصصة بوهران أو بالعاصمة. وهو ما يكلف مبالغ مالية مرتفعة قد تتعدى ال50 ألف دينار. من جهتها، أبدت سيدة أخرى ترافق طفلتها ذات العامين عميق استيائها من الوضع المزري الذي يتخبط فيه عدد كبير من مرضى القلب بسبب عدم استفادتهم من التأمين الاجتماعي. وهو ما يجعل مهمة اقتناء الأدوية والخضوع للتحاليل والكشوفات صعبة إن لم نقل مستحيلة، علما أن تكلفة عملية جراحية واحدة تفوق ال120 مليون سنتيم. وهو مبلغ يستحيل توفيره من طرف تلك الأسر المعوزة التي تتشبث بخيط رفيع للأمل عسى يبتسم لهم الحظ، ويظفرون بفرصة نقل أبنائهم إلى الخارج للخضوع لعمليات جراحية مضمونة النتائج.وقد كان الموعد مع المبادرة الحسنة التي نظمتها جمعية القلب المفتوح بمناسبة عيد المرأة لتكريم الطاقم الطبي النسوي، بمنحهن ورودا حمراء، في حين وزعت على المرضى وأوليائهم هدايا رمزية لرفع المعنويات وتمكينهم من مجابهة آلام المرض والعوز الذي بات يرهن حظوظ الأطفال الصغار في العيش أطول، بدليل ما قالته لنا إحدى السيدات وهي تذرف الدموع: "نحن نصارع من أجل أن يعيش طفلي الصغير، ولا ندري إذا كان سيشفى أم ستنتهي حكايته مع الدنيا باكرا؟!"