الجزائر

الشخصية النموذجية الغائب الأكبر في الممارسة الانتخابية



تلعب شخصية الرجل الذي يتقدّم إلى الحقل السياسي دورا محوريا في صناعة واجهة المشهد السياسي في البلاد مهما كان حجم هذا المشهد السياسي الذي يعرف تنافس العديد من السياسيين الذين يدخلونه من أجل المساهمة في إثراء ذات المشهد ، و بالتالي تقديم خدمة جليلة للوطن في مجال التحوّل الديمقراطي مع ما يتبعه من تنمية اقتصادية و اجتماعية لا تقلّ أهمية.و مهما يكن من حال فقد لعبت الشخصية إمّا دورا إيجابيا فدفعت بالمشهد إلى الأمام و اكتسبت ثقة المواطن أو سلبيا وإعادة الوثبة إلى الخلف و بالتالي قضى على الشخص المتقجم و أخلّ بموازين المشهد السياسي في أيّ بلاد ، بل و أكثر من ذلك أفقد ثقة الشعب في السياسة وما ينجرّ عنها من متاعب كثيرة تكون سببا جوهرا في ركون البلاد كلّها في زاوية التأخر و عدم اتّضاح الرؤى للمستقبل .
و لعلّ الانتخابات الرئاسية و البرلمانية أيضا أكبر و أهم الأحداث التي قد تعيشها البلاد، لما ينبني عليها من تطلّع في تحقيق الأهداف المسطّرة مسبقا و التي يلعب فيها هذا الاستحقاق الدور البارز لأنّ نتائجه .. سلبية كانت أو إيجابية تقرر الجزء الأكبر من مصير الأمّة و بالتالي يطرح سؤال عن الشخصية النموذجية التي تتقدّم إلى الانتخابات و عندما تتوفّر هذه الشخصية « تحاك « حولها هالة من الاهتمام و الترقّب و قبل ذلك المساهمة في الدفع بها إلى الأمام ، و هذه الشخصية لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تكون قد تكوّنت تلقائيا بل صقلتها التجربة و التمرّس في المنصب ، و من أهم مقومات الشخصية النموذجية التي تخوض في هذه السباقات الكاريزما التي تجعلها مثل كل سهل ممتنع .
و لا يمكن بأيّ حال من الأحوال من خلال الشخصيات التي تقدّمت للانتخابات الرئاسية في الجزائر إيجاد واحدة نموذجية فالاختلاف بين الخمسة غير موجود لأن لا أحد فيهم يصنع الاستثناء لا من حيث البرنامج و لا من حيث آلية أو آليات الجذب و التقرّب من المواطنين خاصة الناخبين الذين نزلوا يخطبون ودّهم في ربوع الجمهورية و لحدّ الآن لم نر شخصية تميّزت في شيء عن البقية .
أكثر من ذلك و لحدّ الآن يقود المرشحون الخمسة حملتهم بكثير من الحذر و لم نشاهد واحدا منهم نشط تجمعا كبيرا و نزلت إليه الآلاف من النّاس للاطلاع على برنامجه و ذلك يدل على أنّ الشخصية النموذجية من بين المتسابقين غير موجود إطلاقا و الاختلاف لا يكاد يبرز من بينهم .
و من غير المعقول أن يأتي المرشحون الخمسة للقول أنّهم متمرسون في السياسة و بالتالي لديهم تجربة في المجال السياسي فأغلبهم حديث العهد بالممارسة لأنّ أغلبهم أيضا كان منفّذا لسياسة ما من خلال الإستوزار أو قيادة حكومات (...) المثل يتجلى في علي بن فليس و عبد المجيد تبون و عز الدين ميهوبي أمّ المرشحان الاثنان المتبقيان و هما عبد العزيز بلعيد و عبد القادر بن قرينة فهم قادة أحزاب من بين عديد الأحزاب في البلاد التي لم تبرز بالشكل اللافت في زخم إعطاء الاعتماد لكل من طلبه من أجل تميّيع المشهد السياسي في البلاد و بالتالي كيف للمرشحين الخمسة الاتصاف بشخصية نموذجية ؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)