لدراسة الديانة المسيحية لا بد وأن نتعرف على الشخصية الثانية بعد المسيح الناصري ، و التي نقصد بها بولس الطُرسُوسي اليهودي الفرِّيسِي ، صاحب النقلة النوعية ، من أشد أعداء المسيح و تلامذته ، الى المكرز الثاني بالدعوة الى المسيحية .
فبولس أعطى دفعا فهميًّا مغاير لما اعتاده التلاميذ ، بل ولا نجد هذا الفهم حتى عند المسيح نفسه من خلال الاناجيل التي دونت سيرة حياته .
إن الحركية الدينية و الفكرية التي لازمت بولس من خلال السرد التاريخي لسيرته في الرسائل أو سفر أعمال الرسل ، تجعله على مصاف التكريز بالبشارة السماوية لليسوع و المسيح الناصري و ترفعه لمقام صاحب الإشراقة و الإلهام المباشر للمسيح القائم من الأموات ، هذا المبدأ جعله ينتزع الدور الرسالي للمسيحية انتزاعا ، و يُموْضع نفسه تموْضعا لا ينافسه فيه إلا اليسوع نفسه إن جازت لنا المقارنة، وما هذا إلا للدور البارز الذي تحمَّله بولس و لعبه في تاريخ دين من أهم الأديان في التاريخ البشري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/06/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مروان معزي
المصدر : المعيار Volume 17, Numéro 34, Pages 329-350 2013-12-31