ودّع العالم في الألفية الجديدة و بشكل لافت الحروب التناظرية التقليدية بفعل التكنولوجيا التي تلتهم كل ما صارت تجده في طريقها لصلاح عالم جيد يعتمد على الشبكة الزرقاء و التي أنشأها الانسان في حد ذاته و يعيش تدميرها له من خلال التواني في دحر الخطر الصادر عنها بفعل استفادة العناصر المتشددة و الموصوفة بالإرهاب من تفاصيل تفاصيل ما يمكن أن تقدمه لها .ليس هذا فحسب بل تقول الدراسات التي أنجزها خبراء مختصين أن الجماعات المتطرفة صارت تجيد استعمال هذه التكنولوجيات الدقيقة من أجل اختراق المنظومات الأمنية و الاستخباراتية لصالحها و تروج ل " جهادها " عبر الشبكة الزرقاء ، ناهيك عن " التوظيف " و الاقبال الذي يأتيها من كل أنحاء المعمورة دون سابق إيداع ملفات و لكن من خلال اختبار القدرة على التعذيب و التنكيل و القتل و إجادة استعمال الأسلحة التكنولوجية و المعلوماتية الذي يُصنّع فيه " المرشح " القادم إلى أرض "الجهاد "...و خلافا لعديد التنظيمات الارهابية فإن التنظيم الارهابي المسمى بدولة الخلافة – و من خلال استجواب من وقع منهم في الأسر - فإنّ غسل أدمغة المرشحين الجدد للتطرف يختلف بدرجات حسب الفئة التي يصنف فيها هؤلاء العناصر، وهناك ست فئات من العناصر داخل التنظيم، يهيمن عليها المتشددون الذين ينتسبون إلى أيديولوجيته المتطرفة عن قناعة منهم ، أما البقية فهم من الانتهازيين اللاهثين وراء المال أو القوة، أو براغماتيين يريدون الاستقرار تحت مظلة تنظيم من هذا النوع، وهناك جانب من المؤيدين للتنظيم ليسوا على قناعة بفكره وممارساته لكنهم يجدون فيه حماية ذات طابع طائفي في ظل الصراع المذهبي في العالم الاسلامي التكنولوجيا المدمرة أما الفئة الأخيرة فهم المقاتلون الأجانب الذين تختلف دوافعهم، لكن تجمعهم نقطة مشتركة وهي جهل ما يجري حقيقة في ميادين القتال التي يذهبون لممارسة الجهاد فيها. ويستخدم "يوتيوب" بصورة أساسية من جانب الجماعات الارهابية بهدف التدريب ، فالوظيفة الأساسية للموقع هي اضافة الفيديوهات التي يقوم المشتركون بتحميلها على الموقع ، وبعد ذلك تصبح متاحة للرؤية من قبل الجميع ، ورغم وجود عدد من القيود على الفيديوهات التي يمكن وضعها على الموقع ، فإن نظام المراقبة به يتم بعد وضع الفيديو على الموقع ، وهو ما يعني أنه لا يتم حذف الفيديو ، إلا إذا قام المشاهدون بالإبلاغ عنه ، ثم تتم بعد ذلك مراجعته وإزالته من قبل القائمين على الموقع ، ما يجعل هناك إمكانية لتوظيفه من قبل الجماعات الإرهابية ، إذ يمكن تحميل فيديو لكيفية تصنيع قنبلة ، وتتم مشاهدته مئات المرات قبل أن يتم حذفه من قبل إدارة الموقع . وعلى سبيل المثال تستخدم الجماعات المسلحة "فيسبوك" لنشر رسائلها ، كما تستخدم الجماعات المسلحة "يوتيوب" من أجل شرح كيفية القيام بهجمات أو استخدام الأسلحة و قد أعطت التنظيمات الارهابية عديد الصور و أفلام على عملها و التي كانت صادمة للعالم . و الأمثلة أكثر من أن تحصى ..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/09/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة شمنتل
المصدر : www.eldjoumhouria.dz