الجزائر

الشباب لا يؤمن بمغامرات "الربيع العربي" في الجزائر


الشباب لا يؤمن بمغامرات
أفادت صحيفة "ذي نيويورك تايمز" الأمريكية بأن تجارب "الربيع العربي" في عدة بلدان كرّست نظرة "دموية" وسلبية للغاية لدى شباب الجزائر الذين لم تعد تغريهم "إعادة نسختها" في بلدهم الذي طلّق أزمة أمنية انتهت بالمصادقة على ميثاق السلم والمصالحة قبل 12 سنة. وبسبب تاريخ طويل من العنف، قالت الصحيفة الأمريكية إنه يبدو أن الجزائريين يعرفون ثمن التغيير، حيث فقد دعاة المطالبة بتغيير النظام وتقلصت أعدادهم حتى داخل بعض الأحزاب المعارضة. وأكدت الصحيفة أن تراجع الحراك المنادي بالتغيير في الجزائر يعد مفتاحا لفهم الحسابات على مدى نطاق واسع ومعرفة مسار الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي والتي قد تحوِّل المنطقة في نهاية المطاف.وفي نواح كثيرة، تقدم الجزائر قصة مختلفة عن جارتها الصغيرة تونس. اعتبرت "ذي نيويورك تايمز" أن من لا يزالون يحلمون اليوم بثورة جديدة في بلدان العالم العربي ليسوا الإسلاميين الذين حشروا أنفسهم في زاوية العنف أو التطرف، وليسوا النخب اليسارية التي أصابتها الشيخوخة وفقدت قوتها ومصداقيتها بعد هزيمة حركاتها القومية. وأضافت الصحيفة في مقال نشرته على نسختها الإلكترونية، أن المدونين الشباب الذين قادوا بدورهم الاحتجاجات خلال الربيع العربي لم يعودوا بدورهم يطمحون إلى ثورة جديدة في المنطقة. وركزت الصحيفة على تجربة باجي قايد السبسي في منح المرأة التونسية عددا من الحقوق التي تجعلها متساوية مع الرجل، كالمساواة في الإرث والحق في الزواج من غير المسلم؛ وهي الأمور التي اعتبرتها "طابو" في الكثير من المجتمعات بالمنطقة، كما اعتبرتها ضرورة أساسية لكي تعيش النساء في استقلالية تامة عن المجتمع.
واعتبرت "ذي نيويورك تايمز" أن الحقوق الأساسية للنساء، إلى جانب حرية المعتقد، تشكل جزءا من الأساس الإيديولوجي للمجتمع الإسلامي الذي لا يزال ريفيا جدا، مبرزة أنها ظلت قيودا لعقود من الزمن و«لم يجرؤ أي زعيم سياسي على تحديها خشية فقدان الدعم الشعبي". ويرى المصدر ذاته أن القوانين في جميع أنحاء العالم العربي تميل في الوقت الحاضر إلى عدم المساواة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالميراث، واصفة الرئيس التونسي ب«الثوري القديم عن إحدى الآليات التي لا تزال تعيق العالم العربي"، أي "التواطؤ بين القوانين المدنية والقوانين الدينية.. بحيث تتداخل الأخيرة مع الأولى وتعدلها، وتحول روحها، سرا أو علنا". وتساءلت الصحيفة المرموقة: "هل هذه معالم ربيع عربي آخر؟" لتجيب: "ربما"، مبرزة أن بلدان المغرب والأردن ولبنان ألغت أخيرا القوانين التي تسمح لمغتصب المرأة بالهرب من الملاحقة القضائية من خلال الزواج منها". وتابعت: "في الأسبوع الماضي، أذن الملك السعودي للمرأة السعودية بقيادة السيارات".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)