الجزائر

الشباب القوّة الضاربة في إحداث التغيير



يبدأ الزحام نحو الانتخابات التشريعية بخطى متأنّية ، سواء من طرف السلطة التي تعمل جاهدة من أجل إنجاح تشريعيات جوان لما تعنيه من رسم لمعالم دمقرطة الحياة السياسية و التشريع في البلاد ، بعد طائلة الاتهامات الجارفة التي ظلت كل المجالس الشعبية الوطنية تتلقاها بتهمة فبركة الاختيار و السطو على الإرادة الشعبية في صناعة التغيير و إشراك المال من أجل الوصول إلى البرلمان ، أو من طرف الأحزاب التي وجدت في التعديل الدستوري و استعجال انتخابات نيابية مسبقة فرصة جديدة من أجل تصحيح نفسها و إعادة التموقع من خلال إنقاذ واجهتها التي تضررت كثيرا و كشف عن عيوبها الحراك الجزائري ، و لا يستثني الاستحقاق المقبل الأحرار .و ضمن المجموعات التي ستخوض هذا المعترك السياسي و هي الأحزاب و القوائم الحرّة : الكلّ يلعب ورقة الشباب بعد أنّ أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون و الإصلاح الدستوري على ضرورة تقدم الشباب للموعد ، و تمكينهم من فرصتهم في المشاركة السياسية و بالتالي البناء الديمقراطي كما يحبّذه الجزائريون ، دون مجال فيه للإقصاء أو الانتقاص من هيبة و كفاءة هذا العنصر المهم في المجتمع ..
أدركت جزائر التعددية أنّ الشباب ليس مجرد رقم في عملية حسابية ، خاصة منها الانتخابية بقدر ما يستطيع ذات الشباب تغيير مجرى و مسار كل المواعيد السياسية في البلاد ، و قد كان للحراك الشعبي الذي عاشته البلاد الرسالة القويّة التي تلقتها السلطة الحاكمة و هي الرسالة التي أغنت الشباب و الجزائريين عموما عن ألف خطاب .
و مرّة أخرى أثبتت تطلعات الشباب الجزائريين أنّهم ليسوا فقط رواد ميادين كروية بل يستشرفون موضع قدم في السياسة أيضا من أجل صناعة وتنفيذ ومراقبة وتقييم القرار السياسي.
و لا غرابة أنْ صار قياس ديمقراطية البلدان بمدى « إقحام « الشباب في الممارسة الحزبية و السياسية بصفة عامة و هو ما يحدد نمط التوافق مع مبدأ المشاركة التي تعبّر عن مدنية و حداثة المجتمعات و النظم السياسية.
يشارك الشباب بفاعلية في صناعة القرار السياسي و إثرائه كناخبين أو كمترشحين للمجالس المحلية أو للحياة النيابية ، ضمن أحزاب سياسية أو في قوائم حرّة . وتنتهي آجال إيداع قوائم المترشحين 50 يوما كاملة قبل تاريخ الاقتراع أي يوم الخميس 22 أبريل 2021
و تظل الديمقراطيات الجديدة والناشئة تؤكد المشاركة الفاعلة للشباب من أجل إحياء قيمها و الحفاظ على استمراريتها ، فمن المرجح أن ينشأ شعور بالإحباط، مما قد يزعزع إرساء الديمقراطية المنشودة منذ سنوات و عبر إصلاحات جوهرية و عميقة ، لكن إرادة الشباب أبانت أنّ الكبوة لا تستمر و النهوض تتحكم فيه الإرادة و التطلع إلى تجسيد الأهداف المكتوبة ..و هذا ما يستوجب مساهمة الشباب في إطار قانوني تكاملي من خلال تفعيل النظم و القوانين التي أقرها الإصلاح الدستوري و اقتحام السياسة من باب الانتخابات من أجل التشريع للأمّة خاصة عندما يكون هؤلاء الشباب عارفين بأمور الأمّة و خرجي الجامعات و على قدر عال من العلم و المعرفة و أيضا الأخلاق ، و هي الأخلاق التي غابت عن المفسدين فاخلطوا الاختيارات بالمال فضاعت سمعة المجالس المنتخبة .
موعد الانتخابات التشريعية وضع الفئة الشابة من أبناء الجزائر أمام مسؤولية الاستمرارية ضمن القوانين المنظمة للاختيار و الاحتكام إلى نظم الدستور التي مكّنتهم من حظ واسع في ولوج الترشح و العمل على الفوز بفعل المزايا التي وضعت تحت تصرفهم و هي مزايا وصلت حدّ الامتيازات لما للشباب من دور في إحداث الطفرة السياسية و تفويت الفرصة على المنتسبين إلى السياسة و التشريع للأمة بهتانا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)