توصلت حركة المقاومة الإسلامية حماس والحكومة الإسرائيلية إلى اتفاق مفاجئ لإتمام صفقة لتبادل 1027 أسير فلسطيني مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لعبت فيه الوساطة المصرية دورا محوريا لاتمامه.
وتم الإعلان عن هذا الاتفاق بعد مفاوضات وصفت بالعسيرة والشاقة جرت في سرية تامة منذ اكثر من ثلاث سنوات ساعدت أطراف ثالثة على انجاحها منها المخابرات المصرية ووسيط ألماني الذي سعى منذ البداية إلى تقريب موقفي حركة حماس والحكومة الإسرائيلية من اجل الانتهاء إلى لاتفاق نهائي حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي.
وحل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أمس بالعاصمة المصرية على رأس وفد فلسطيني لاستكمال حيثيات المفاوضات مع رئيس المخابرات المصرية حول آليات العملية لإتمام صفقة التبادل هذه.
وينتظر وفق الاتفاق المبدئي أن يتم الإفراج في مرحلة أولى على 450 أسيرا فلسطينيا بينهم 27 أسيرة فلسطينية بحلول الأسبوع القادم على أن يتم الإفراج عن 550 أسيرا ضمن دفعة ثانية بعد شهرين من الآن.
وسبق لخالد مشعل لدى تأكيده على التوصل إلى هذا الاتفاق أن أكد أن من بين المفرج عنهم 315 اسيرا ممن صدرت في حقهم احكام قياسية بالسجن المؤبد وصلت بالنسبة لبعضهم إلى مئات السنين بالإضافة إلى تركيز الطلب على إطلاق سراح قدماء الأسرى والأطفال والنساء الأسيرات ضمن الدفعة الأولى.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية في اجتماع طارئ عقدته مساء الثلاثاء على هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات عسيرة تمت في سرية تامة برعاية مصرية وخاصة منذ الإطاحة بنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
ولم يحظ الاتفاق الذي دافع عنه الوزير الأول الإسرائيلي ووزيره للدفاع وكل قادة الأجهزة الأمنية الأخرى بقناعة أن ما تم تحقيقه اليوم أفضل مما لو أننا تماطلنا أكثر وان الاتفاق سيمكن شاليط من العودة الى أحضان عائلته.
ورغم التبريرات التي رفعها فإنه لم يتمكن من إقناع وزير خارجيته العنصري افيغدور ليبرمان وزير البنى التحتية عوزي لاندو وموشي يعلون وزير القضايا الاستراتيجية بفكرة الإفراج هذه.
وأجمع خالد مشعل وبنيامين نتانياهو والسلطات المصرية التي ساهمت في إبرام صفقة للتبادل أن المفاوضات كانت عسيرة وصعبة وانتهت إلى الموافقة على الاتفاق نهار الخميس وتم توقيعه اول أمس الثلاثاء.
وذكرت مصادر مصرية أن مدير المخابرات المصري مراد موافي نجح في لعب دور الوسيط بين الجانبين إلى غاية التوصل إلى إبرام صفقة للتبادل التي ينتظر أن يتم الشروع في تنفيذها خلال يومين''.
وينتظر أن يتم خلال اليومين القادمين بحث آليات عملية التبادل وطريقة تجسيدها والأسماء الثقيلة التي يشملها قرار الإفراج بعد أن تردد أن أسماء مروان البرغوثي واحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية وعدد من قيادات كتائب عز الدين القسام سيتم الإفراج عنهم .فبينما أكدت مصادر فلسطينية أنهم سيكونون ضمن عملية التبادل سارع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك للقول أن هؤلاء غير معنيين بصفقة التبادل.
وسربت مصادر مصرية على صلة بالملف أن المفاوضات جرت بطريقة غير مباشرة بين وفد الحركة التي قادها احمد الجعبري قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ومسؤولين إسرائيليين بمقر جهاز المخابرات المصرية في القاهرة.
وأكدت المصادر أن المفاوضات كانت صعبة بعد أن رفضت السلطات الإسرائيلية إطلاق سراح ألف أسير وخاصة أولئك الذين نفذوا عمليات استشهادية ضد المستوطنين والقوات الإسرائيلية في وقت أصرت فيه حركة المقاومة الإسلامية على الإفراج عنهم وان تختار أسماءهم ومكان إطلاق سراحهم بنفسها.
بين الشعر والقصة يعبر السرد الفني من على جسر الأدب فوق نهر الزمن الجارف ومكان الحزن الذي يغمر الأشياء بألوانه الرمادية وكأنها بقايا لحرائق كبيرة، هي الكلمات عندما تطوف بنا أحياء القبيلة تبحث عن أثر من رسموا خريطة الوطن وساروا صحبة قافلة التاريخ.. هنا فقط يتوقف الشاعر صالحي ميلود ويستوقفنا لتفحص المكان، قد يكون التوقف للبكاء ويبقى السؤال هو ذاته: وتبكي الأحزان؟!
المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر صالحي ميلود ''... وتبكي الأحزان'' الصادرة مؤخرا عن الجاحظية، هي مجموعة، وإن صح التعبير، حزمة أحزان أبى الأستاذ صالحي إلا أن يحلمها على حروف عجفاء لا تستطيع حمل هذا الثقل المتراكم منذ بدأ التاريخ للحزن والبكاء.. يقول الأستاذ صالحي في تقديمه لمجموعته الشعرية ''وتبكي الاحزان.. خنجر مغروس في نحور الخانعين، المنبطحين على نصب الخيانة المتسولين على أرصفة العهر والشهوات، المتفسخين في بؤر النفط النتن والغارقين في لجج دماء المستضعفين البسطاء الحالمين بجرعة ماء وقطعة رغيف''.
ويؤكد الأستاذ صالحي ميلود أنه يصرخ بكل أفواه الرفض في وجه زمننا العربي المزري الملقح بكل فيروسات التمسيخ والتشويه والانزلاقات الخطيرة في مهاوي الفتن والدمار فيقول: '' كتبت في جوف الليالي المضاءة بالرصاص وبالخوف ووميض البرق في قمم الجبال الموحشة الملغمة بالإرهاب، جبال دار الشيخ بتلمسان، وكتبت في قفاز تندوف، وأعالي قالمة وفي كل مكان لا يخطر على بال إنسان''. ويضيف الشاعر ''صالحي ميلود: ''إن الزمن لم يعد زمن الكتابات الجادة، وإن المتربعين على عرش الكلمة المعبرة والعابرة يرون أنه إما أن تكون المهلهل أولا تكون''.
استهل الشاعر صالحي ميلود مجموعته الشعرية الجديدة بقصيدة ''ما بين العشق والنبوءة'' والتي يقول فيها:
'' من بين العشق والنبوءة
يحمل حلما أبدي الرغبات
حافيا سرق من العمر
أولى الخطوات
يتعثر كالمهر الجامح
ليصنع الفتوحات
جوادي على ثرى الوديان
الآتية من وحي القوافي والصلوات...''
ويقول في قصيدة رجولة:
''أعيان القبيلة كانوا عند مرة
يتداولون الراحج جرة بجرة
يتراهنون عن عدد الأيامي
وعن شق الغبار وقهر الندامى''
ويمضي الشاعر بنا في مجموعته كأي صعلوك عربي خبر مفاوز الصحراء يقص أثر عصابات القوافل العابرة للتاريخ بأحاجي القصور والخمور العتيقة وروائح المخادع المخملية المسروقة من طريق الحرير...
الشاعر يكتب المرارة العربية، يحرك الخنجر الإسرائيلي المغروس في الخاصرة، يصيح من وجعنا في وجعنا ويلهث ظامئا لسراب فارس يحتضن الصحراء ويلعب بلهبها المقدس ويركض مع كل الصهيل والحمية وتكسرت النصال على النصال.
المجموعة تحتوي على 31 قصيدة وهي من القطع المتوسط.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : صالحي ميلود من مواليد 1971 بقرية البعاج ولاية الوادي ـ التحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي أواخر الثمانينيات، متحصل على شهادة البكالوريا وهو طالب سنة رابعة علوم سياسية وعلاقات دولية بجامعة بسكرة.
المصدر : www.el-massa.com