الجزائر

الشاعر دائما في هوس.. هو مرآة غيره



تعتبر الشاعرة والكاتبة مسعودة مصباح من الشخوص الثقافية التي انبلجت في المشهد الشعري الجزائري والعربي على حدّ سواء، روضت قلمها ليكتب عن الحب والحياة والأمل، وتمكنت ببساطتها وبشخصيتها الهادئة أن تكسب عددا لابأس به من القراء يتابع جديدها عن كثب ويتفاعل مع بصماتها الابداعية، مسعودة مصباح تفتح قلبها لقراء "الشعب" لتتحدّث عن مسيرتها الأدبية وعن عالم الشعر والثقافة.- «الشعب": بداية، كيف يمكن أن تقدّم الشاعرة مسعودة مصباح نفسها للقراء؟
الشاعرة مسعودة مصباح: مسعودة مصباح انسانة بسيطة كاتبة وشاعرة، لي ثلاثة مجموعات شعرية (اشتياق - ذابت في شراييني إ- قلب من ورق- ورواية قصيرة بعنوان "صبرينة"، ولدت وكبرت وتعلمت بهذا الوطن بمدينة قسنطينة، والتي ما زلت أقطن بها إلى يومنا هذا. أحببت المطالعة منذ الصغر كما أحببت الكتابة أيضا وأصبحت أكتب وأخربش من حين لآخر وأقلد كتابة الشعر دون أن أدري ماذا أفعل وهل هي موهبة أو خربشات فقط، إلى أن اكتشفتني والدتي وأصبحت تطلع على ما أكتب، وتبدي رأيها في ذلك وتسمع لي وأنا أقرا لها، و كذا أصبح يقرأ لي أصدقائي بالمدرسة وبالثانوية وأخواتي كذلك، ولم أتوقف عن الكتابة إلى يومنا هذا، لأنها أصبحت بالنسبة لي حب وشغف وهواية إلى أن تطوّرت وأصبحت رسالة إبداعية، وهكذا وجدت نفسي أكتب ولي من يتابعني عبر الفضاء الأزرق وذلك من كل العالم العربي لاسيما من الجزائر.
- وكيف كانت بدايتك في عالم القافية، ولماذا اختارت مسعودة مصباح الشعر دون غيره؟
أكيد أن لكل مشوار بداية، ولكل بداية طريقة معينة.. هكذا بدأت كما قلت سابقا، كنت أحب القراءة والمطالعة، وكنت شغوفة بذلك حيث أقرأ القصص والجرائد رغم سني الصغير، كما كنت أطالع الكتب الدينية وغيرها وحتى أني كنت أقرأ تلك القصاصات الصغيرة وأحب معرفة ما هو مكتوب فيها، إلى أن أصبحت أكبر سنا وكان ذلك بمرحلة المتوسط، حيث أصبحت أعرف معنى الشعر وأصبحت أحبه كثيرا وأتأثر بالقصائد التي أقرأها وأحاول تقليدها أو أكتب مثلها، واستمر الحال على ذلك إلى أن أصبح لي أسلوب في ذلك.
أما عما إذا كان الشعر اختيارا فهذا غير صحيح، فأنا من تلقاء نفسي ودون قصد تأثرت بما قرأت لتصبح لي ميولات في كتابة الشعر، والذي يقرأ لي يقول إنني أكتب شعرا، حيت كنت في البدايات أكتب الشعر العمودي ليتطوّر مع مرور الوقت إلى أنواع أخرى، حيث أصبحت اقرأ لمحمود درويش ونزار قباني ومحمد العيد آل خليفة وشعر الحماسة للأمير عبد القادر..
كل هذا تأثرت به وأصبحت أكتب بطريقتي وأسلوبي، أتأثر بالظروف وأعبر عنها، أقصد الظروف التي أمر بها ويمر بها الوطن والآخر، و من هنا أي منذ الصغر يظهر الشعر أنه ملكة وليس اختيارا.
- إلى أي لون شعري تنتمي قصيدتك، ومن الأقرب إليك العمودية أم التفعيلة أم قصيدة النثر؟
في البداية كتاباتي كانت عبارة عن خربشات فقط، لم أكن أولي لها اهتماما، فقد كنت أكتب هكذا حبا وشغفا، وكانت قصائدي عمودية، حيث كنت أتأثر بالقصائد التي كنا نقرأها أثناء الدراسة.. بعدها أصبحت أقرأ دواوين شعرية لمحمود درويش وعزالدين مناصرة واحمد مطر وغيرهم.. تأثرت بتلك القصائد الثورية الفلسطينية وهكذا مال حرفي إلى الشعر الحر والشعر النثري إن صحّ القول، فأغلب قصائدي حرة أي قصائد التفعيلة وقصائد نثرية.

- ما الذي تجدينه من عادات وطقوس، وأنت داخل ورشتك الشعرية؟
أنت تقصدين بالعادات وبالطقوس، الطرق التي يمارسها الشاعر أثناء الكتابة! نعم حقيقة ليس لي طقوس أو عادات معينة لكن كثيرا ما تراودني الكتابة ليلا بعد منتصف الليل، وكثيرا ما تزورني لهفة البوح لحظة تأثري بحدث ما أو بمسألة ما أو بظرف ما.. وهذه الأمور هي التي تحرّك الشاعر للكتابة وتؤثر فيه لأسباب عدة.. وما القصيدة إلا لحظة بوح صادقة.. كما أن لي عادة أخرى وهي أنني أكتب في الحافلة أو بالسيارة وأنا في حالة سفر وأثناء ساعات الوحدة التي تُخرج ما بداخلي من إحساس.
- ومن، من الكتّاب العرب الذين استأنست مسعودة مصباح بتجاربهم الشعرية؟
نعم لقد قلت سابقا، أني قرأت للعديد من الكتّاب والشعراء، وقد كنت أتأثر بالقصائد وذلك أثناء الدراسة، على غرار القصائد الحماسية والشجاعة لعنترة بن شداد والأمير عبد القادر وقصائد محمد العيد آل خليفة والأناشيد التربوية للشاعر الأخضر السائحي، كما كنت أتأثر كثيرا بالكتابات النثرية لجبران خليل جبران وقصائد الشعر الحر لمحمود درويش وأحمد مطر وغيرهم، إلى جانب قصائد الحب لنزار قباني.. كل هذا الكم أكيد يجعلني أتأثر وأحاول أن أكتب بمن تأثرت بهم ولكن بأسلوبي الخاص.
- ما هي القصيدة التي لم تكتبها مسعودة مصباح بعد؟
الشاعر دائما في هوس.. يكتب ودائما يتأثر، لأن الشاعر وحده من يستطيع أن يعبّر عن همومه وهموم الناس وهموم المجتمع والوطن والعالم أيضا.. الشاعر هو فقط من يستطيع التعبير عن إحساسه واحساس الآخر ويترجم انشغالاته وانشغالات الآخر بقصيدة أو بنص نثري.. الشاعر هو مرآة غيره ومجتمعه هو ترجمان الحال، ولذلك له دائما ما يقول، لذلك لا أدري أي قصيدة ستكتبني أو أكتبها، ولكن حتما هي قصيدة وطنية أو قصيدة ثائرة تشفي غليل الحرف وتعبر عن الأوضاع التي يمر بها العالم العربي.
- ما رأيك في قصيدة الومضة، والهايكو والشذرة التي أصبح لها حضور طاغ في الوقت الحاضر؟
نعم هي أنواع أدبية ظهرت أو كانت موجودة في أوطانها، ونحن كعرب نكتشفها رويدا مثل الهايكو والشذرة والومضة، فمثلا أنا أعرف أدب الومضة منذ الثمانينيات، وكتبت كثيرا في هذا النوع ولم أكن أعرف الهايكو، إلى أن قيل لي من بعض الأساتذة الجامعيين إنني أكتب هايكو، وقد كنت أسميها ومضة مثل الومضة القصصية، وكل هذه الأنواع الأدبية لها تعبيرها الخاص والذي فيه الكثير من الصدق والجمال اللغوي وتعتبر تطورا وإبداعا أدبيا أيضا.
- حدثينا عن تتويجك بالمرتبة الأولى في "جائزة مارون عبود للأدب العربي" 2023؟
كان لي الشرف أن أشارك بمسابقة "مارون عبود للأدب العربي" لسنة 2023 بنص نثري بعنوان "بوح منتصف الليل"، وقد كلُلت مشاركتي بالمرتبة الأولى من بين المئات من المشاركين، سُعدت بذلك وشرفت بلدي أيضا.
- ز ماهي رؤيتك للمشهد الثقافي في الجزائر، وماهي الرسالة التي ترغب الشاعرة في ايصالها؟
حقيقة هناك حركة إبداعية وثقافية يحاول من خلالها المبدع الجزائري إثبات وجوده وتقديم مادة إبداعية تميزه عن باقي مبدعي العالم العربي، وكثيرا ما نجد من المتوجين بالمراتب الأولى والجوائز أسماء لكتاب وشعراء جزائريين، وما هذا إلا ترجمة لكفاءة ومستوى الكاتب والشاعر الجزائري، لا نقول أن هذا كافي لإثراء الساحة الثقافية الجزائرية ولكن هذا الذي نراه هو اجتهاد خاص وفردي يقوم به الشعراء والكتاب لأجل أنفسهم، وكذلك لأجل الرقي بثقافة وطنهم أي الجزائر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)