تطرّق الكاتب الليبي عبد الواحد عبد السلام في حديث جمعه بـ”الفجر” على هامش اختتام الملتقى الدولي الثالث حول ”تاريخ تلمسان الأدبي” إلى جملة من القضايا وضّح خلالها الرؤية تجاه أهداف الملتقى والمشهد الأدبي الليبي وكذا التراث المشترك بين دول المغرب العربي على غرار المغرب والجزائر. ونوّه عبد الواحد عبد السلام بالنجاح الذي عرفه الملتقى على جميع الأصعدة، لا سيما أنه استطاع جمع عدد كبير من المشاركين قدموا من مختلف أقطار الوطن العربي والعالم، ناهيك عن مجمل البحوث والمحاضرات المتميزة التي قدمت على أنها كانت في المستوى المرجو، لأنها تطرقت إلى قضايا جد مهمة أبرز الإرث الثقافي والحضاري الذي تزخر به تلمسان مثل غيرها من بعض مراكز الإشعاع الثقافي العربية على غرار الكوفة بالعراق، فاس بالمغرب، قرطبة، ومكة والمدينة بالمملكة العربية السعودية، إلى جانب الحوار الزاخر والغني الذي أعقب كل المداخلات، وقال عنها ”إنها وفقت إلى حد بعيد في إماطة اللثام عن شخصيات وأعمال أدبية عديدة لم يكشف عنها الباحثون والمؤرخون سابقا”، وأضاف أن حاضرة تلمسان لعبت دورا في نقل ونشر العلوم والمعارف في العالم بأسره وذلك بسب هجرة علمائها وأدبائها واستقرارهم بهذه الدول، بالإضافة إلى المؤلفات الهائلة التي خلفوها وراءهم في مجال الأدب، التاريخ، السياسة، والاجتماع، حيث اعتبرها بمثابة المصادر التاريخية والأدبية التي تبنى عليها دراسات وبحوث الأجيال القادمة الجزائرية والعربية على حد سواء. وفي نفس السياق، أشار إلى كمية الكتب التي تم تحقيقها منذ فترة طويلة في حين ما تزال أخرى مجرد نصوص ومخطوطات. كما قال المتحدث إن الغرض الثاني من الملتقى هو تدوينها وطبعها في شكل مجلدات وكتب ومن ثمّة إخراجها إلى المكتبات الوطنية بهدف دراستها والاطلاع على محتواها. وفي سياق متصل، كشف الشاعر بوجود مجموعة من المؤلفات والآثار لأدباء جزائريين استقروا منذ قرون خلت في ليبيا، غير أنه لم يوضح كمية هذه الكتب مكتفيا بالقول إنه متيقن بوجودها ولم تسنح الفرصة فقط لقراءتها، مشيرا في ذات الصدد إلى أنه أصبح من السهل الحديث عنها سواء تعلق الأمر بالمخطوطات الجزائرية في ليبيا أو في المغرب، نافيا في ذات الإطار أن تكون السياسة عائقا في وجه التأريخ لأعلام الجزائر والكتابة عن التراث المشترك بيننا والإرث المغاربي بصفة عامة. على صعيد آخر، قال المتحدث بأن المشهد الأدبي الليبي في ظل الحكومة الجديدة سيعرف الكثير من الحرية التي كانت شبه موجهة نحو فكر واحد، نافيا في آن واحد أن يكون التوتر والشتات السياسي الحاصل بليبيا في الفترة الحالية له تأثير على مسيرة الكتابة والأدب الذي سيقول كلمته ويفرض منطقه، فهذا الزمن - على حد تعبيره - انتهى بنهاية القذافي، وما يحدث الآن سيؤرخ له بكل حرية وصدق لأن التاريخ يكتب بما له وما عليه. حسان مرابط
تاريخ الإضافة : 22/01/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com