الجزائر

الشارع رهين الإشاعات وجزائريون يهددون بالتصويت الأبيض



في ظل غياب مؤسسات ومعاهد متخصصة في سبر الآراء وقياس الرأي، خاصة في المواعيد الانتخابية، كما هو معمول به في العديد من دول العالم، يصبح الشارع الجزائري غداة كل موعد انتخابي رهين التكهنات وآلة الإشاعة أو كما يسميها البعض "راديو طروطوار".
يضطر كل مهتم بمعرفة اتجاهات الرأي بخصوص الانتخابات إلى الاستعانة بما تنشره بعض المواقع الإخبارية ومواقع الجرائد والتي لا يمكن بحال من الأحوال الاعتماد عليها أو اعتبارها مقياسا يعتد به لعدم اعتمادها على الأساليب العلمية والتقنيات المتعارف عليها في هذا المجال. فقد ساد تضارب في بعض الأرقام ونسب المشاركة وفي هوية الكتل والأحزاب التي تستحوذ على البرلمان القادم وهذا باختلاف اتجاه المؤسسة الإعلامية أو الموقع الإخباري الذي ينشر الاستبيان؛ حيث تأتي عادة تلك النتائج غير تمثيلية للشارع وتعبر عن الاتجاه الفكري والاديولوجي لقراء الموقع.
ونتيجة للفراغ الذي تعرفه الساحة الجزائرية في مجال يعتبر اليوم في الغرب شريكا حقيقيا في إدارة اللعبة السياسية، يفتقر صناع المشهد السياسي إلى بوصلة لإدارة تكهناتهم، ما يضطرهم ربما إلى الاستعانة بمخابر أجنبية قد لا تكون نتائجها في صالحنا دائما مثلما حدث في انتخابات 1991؛ حيث أكدت بعض الدوائر الفرنسية للقائمين على الشأن الانتخابي يومها أن "الفيس" يستحيل أن يفوز بالأغلبية فاعتمدت السلطة يومها على تلك النتائج فوقع ما وقع.. ورغم غياب نتائج الاستطلاعات التي يمكن الوثوق بها وبدخول الحملة الانتخابية أسبوعها الثاني إلا أن واقع التجمعات الشعبية والتعاطي اليومي للجزائريين في الفضاءات العامة والخاصة مثل المقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي مع هذا الحدث تظهر للعيان أن الشارع الجزائري ليس متحمسا جدا للمشاركة في الانتخابات خاصة وأن الأحزاب المرشحة والوجوه المتصدرة للقوائم لا تتوفر على الكاريزما أو المصداقية التي تجعل الشارع يمنحها ثقته. ولمواجهة شبح المقاطعة والعزوف عن التصويت نشطت في هذه الظروف آلة مضادة لإشاعة حيث يهدد الشارع بالتصويت الأبيض أي وضع الأغلفة فارغة في الصناديق بهدف الحصول على الختم الذي يوضع على بطاقة الانتخاب والذي يؤكد أن المعني قد صوت. حيث يجمع الشباب ممن طرحنا عليهم السؤال أنهم سيعمدون إلى التصويت الأبيض، أي وضع الأغلفة فارغة في الصناديق وهذا من أجل تجنب المصاعب الإدارية التي قد تواجههم في حال ما إذا طلبت الإدارة منهم استظهار بطاقة الانتخاب عندما يطلبون استخراج بعض الوثائق "لم يقنعني أي حزب أو مرشح، فالعملية الانتخابية برمتها صارت فيلما مملا" على رأي أحدهم. الإدارة الرسمية لم يصدر عنها ما يؤكد هذا الإجراء الذي يتداول اليوم على نطاق واسع بين الناس ولكنها في مقابل ذلك لم يصدر عنها ما ينفيه، ما يترك انطباعا أن جهة ما تروج لمثل هذه الإشاعات لحشد مشاركة واسعة في الانتخابات القادمة والرفع من نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع تجنبا لشبح المقاطعة التي تتخوف منه الإدارة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)