الجزائر - A la une

الشارع التونسي يغلي ويطالب المرزوقي بالاستقالة من رئاسة بلا صلاحيات تسليم المحمودي أشعل الخلافات وإقالة محافظ البنك المركزي عمقتها



رفض رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي أمس، قرار الإقالة الذي وقعه رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي في حق محافظ البنك المركزي مصطفى كمال النابلي نهاية الأسبوع المنقضي. وأفاد رضا السعيدي مستشار الشؤون الاقتصادية لدى رئاسة الجمهورية في مقابلة صحفية مع وكالة «أسوسياتد براس» أمس، أن قرار المرزوقي لم يستند على موافقة الحكومة التي تبقى وحدها المسؤولة على السياسة النقدية والميزانية.
وعمّق هذا الجدل الخلاف الذي نشب قبل أيام بين المرزوقي ورئيس حكومته حمادي الجبالي، بشأن إقدام هذا الأخير على تسليم البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد القذافي إلى المجلس الانتقالي الليبي، دون الأخذ بموقف رئيس الجمهورية الذي أصدر بيانا شجب فيه خطوة الحكومة وجدد فيه رفضه لتسليم المحمودي إلى حكام ليبيا الجدد خشية على حياته.
وتطرح معارضة أمين عام حركة النهضة حمادي الجبالي لقرار المرزوقي بإقالة محافظ البنك المركزي إشكالية من يحكم في تونس؟ رغم تأكيدات أكثر من جهة سياسية على «التوافق التام بين الرؤساء الثلاث في تسيير البلاد». وقد فجر الخلاف القائم بين الرجلين اللذين يتوليان زمام السلطة التنفيذية في تونس، ردود فعل ساخطة تنتقد قبول المنصف المرزوقي بمنصب رئيس جمهورية فاقد لصلاحيات هيمن عليها رئيس حكومة حركة النهضة.
ويشهد الشارع التونسي غليانا كبيرا نتيجة هيمنة حركة النهضة على كامل السلطات وسطوها على صلاحيات رئيس الجمهورية الذي أثبت الواقع أنه «مجرد خضرة فوق عشاء»، مثلما أبرزته الناشطة والكاتبة التونسية سندس بكار أمس في مقابلة مع يومية «السلام»، لما أوضحت أنه لم يحدث في أية دولة في العالم أن استولى رئيس حكومة على صلاحيات رئيس الجمهورية، وشددت الأستاذة سندس بكار أن شريحة واسعة من التونسيين كانت تعتقد منذ البداية أن ائتلاف النهضة والتكتل والمؤتمر ليس سوى مسرحية نسجها بإحكام الغنوشي، ومنح فيها دور بطل من ورق لمنصف المرزوقي الذي كان همه وقتها هو أن يجلس على كرسي الرئاسة، وهو يعلم أنه يفتقد إلى كل الصلاحيات.
ونصحت سندس بكار وهي تتحدث باسم المثقفين، الرئيس المؤقت ب «الانسحاب من جلباب النهضة ليربح نفسه ويحفظ مسيرته النضالية قبل أن يزيد تلطيخها بممارسات تسيء إلى المرزوقي الشخص قائلة بصريح العبارة «يا مرزوقي برّا روّح !!. وهي دعوة صريحة إلى المرزوقي ليقدم استقالته مثلما طالبه بذلك فورا الكاتب المعروف عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة «القدس العربي» الرئيس.
وذكر عطوان على حسابه بموقع التواصل الإجتماعي «تويتر» أن «تونس» سلمت البغدادي رئيس وزراء ليبيا السابق رغم اعتراض المرزوقي رئيس الجمهورية... الوظائف والمنافع الاقتصادية تتقدم على حقوق الإنسان للأسف».
وفي سياق متصل، شدد عبد الباري عطوان الذي يشرف على أهم منبر إعلامي بلندن على «المروزقي الذي كان أبرز دعاة حقوق الإنسان، يجب أن يستقيل من منصبه احتجاجا على تجاوزه وتسليم رجل إلى دولة ليس فيها حقوق إنسان أو قضاء ..». واتصلت «السلام» أمس بالكاتبين التونسيين المعروفين محمد عيسى المؤدب ومحمد عمار شعابنية بخصوص موقف النخبة من تجدد الخلاف بين الجبالي والمرزوقي، فأجمعا على أن ما حدث لرئيس الجمهورية المؤقت بفقدانه لكامل صلاحياته هو إهانة ما بعهدها إهانة، وضم المتحدثان صوتيهما إلى الأصوات التي تعالت في تونس للمطالبة باستقالة المرزوقي ورحيل النهضة عن سدة الحكم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)