الجزائر

الشاذلي يوارى الثرى في جنازة خالدة إشادات واسعة بمسار ثالث رئيس للجزائر المستقلة


الشاذلي يوارى الثرى في جنازة خالدة                                    إشادات واسعة بمسار ثالث رئيس للجزائر المستقلة
شيّع بعد ظهر أمس جثمان الراحل الشاذلي بن جديد الرئيس الثالث للجزائر المستقلة عن عمر يناهز ال83 سنة، في موكب جنائزي مهيب، بمربع الشهداء بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة، أين أشاد كبار رجال الدولة ورفاق دربه الثوريين والساسة، بمشوار الفقيد كمجاهد أبي ورئيس دولة أراد الفلاح والرقي للشعب الجزائري .
شارك في مراسيم تشييع جثمان الراحل كل من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب الرئيس السابق اليامين زروال، وكذا اللواء المتقاعد خالد نزار بالإضافة إلى وزراء جزائريين وأجانب، استقبلوا الموكب الجنائزي للرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد في مقبرة العالية، قادما من قصر الشعب مرورا بالشوارع الرئيسية للعاصمة، ديدوش مراد، البريد المركزي، شارع عميروش ونهج جيش التحرير الوطني، ورافق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الموكب الجنائزي للفقيد الذي ووري الثرى بمربع الشهداء، ووضع جثمانه الذي كان مسجى بالعلم الوطني وإكليل من الزهور، فوق عربة عسكرية محاطا بعناصر الحرس الجمهوري ممتطية الدراجات النارية، وتحت حراسة أمنية مشددة، قرب قبر الرئيس الراحل منذ أشهر أحمد بن بلة، هذا في حضرة حشد مهيب كبار رجالات الدولة وشخصيات ثورية ووطنية، فضلا عن وفود عربية ومغاربية، على غرار عبد الكريم الزبيدى وزير الدفاع التونسي، ورفيق عبد السلام ووزير الخارجية، إلى جانب ورئيس أركان الجيش التونسي رشيد عمار ومدير الديوان الرئاسي عماد الدايمى، فضلا عن الرئيس الصحراوي، و وفد مغربى برئاسة سعد الدين العثمانى وزير الخارجية ، و أحمد توفيق وزير الأوقاف، و عمر عزيمان مستشار الملك، ووفد من فلسطين برئاسة عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية بالإضافة إلى السفراء المعتمدين في الجزائر، على غرار ممثلي بعض الدول الخليجية، وجموع هائلة من المواطنين .
هذا وفي تصريح صحفي قبيل وصول الوفد الجنائزي إلى مقبرة العالية قال علي بن فليس "إن بن جديد رجل تفانى في خدمة الجزائر كمجاهد وكرجل سياسي في عدة مسؤوليات تقلدها، وواجب الشهادة اليوم يقتضي أن أقول إن الرجل كان حكيما متبصرا ثابتا وأبان عن صبر أيوبي لا مثيل له في وجه الشدائد والمحن"، هذا في وقت عبر فيه أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم عن أسفه الشديد لعدم اهتمام السلطة الجزائرية بكتابة تاريخ مجاهديها وثوارها الذين صنعوا أمجاد الثورة الجزائرية-على حد تعبير المتحدث- الذي قال "إننا في توديع مستمر كل مرة لهؤلاء الرجال الذين تظل كتب ذكرياتهم وشهاداتهم مغلقة على غرار حالة بن جديد، ليذهبوا آخذين معهم علبهم السوداء، في وقت نظل فيه نحن نعمل على مجرد التخمين والاستنتاج، بينما كان من المفروض أن تستغل ذكرياتهم الفريدة في تدوين تاريخ الجزائر بسواده وبياضه لتعريف الأجيال به"، أملا في الوقت ذاته أن تقدم مذكرات الراحل الشاذلي بن جديد التي هي على أعتاب النشر الجديد، مشددا على ضرورة الاستفادة منها.
كما أكد سيد أحمد غزالي الذي عايش حقبة رئاسة الشاذلي كوزير للمالية، ثم كوزير خارجية، ورئيس للحكومة "أن هذا الرجل ستفتقد الجزائر لأمثاله ومواقفه السياسية الجريئة خاصة الخارجية منها على غرار موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية واللبنانية آنذاك، بشكل جعل الدبلوماسية الجزائرية تحظي بمكانة خفت بريقها في الوقت الراهن"، وهو ما ذهب إليه طالب الإبراهيمي الذي ذكر ببعض بقرارت الراحل الخالدة وقال "إن نجاح الشاذلي في ادخال الجزائر في خطواتها الأولى في بحر الديمقراطية السياسية والتعددية الحزبية ستبقى وتجسيده لإصلاحات سياسية لا تزال معالمها راسية لحد الساعة، محطات وقرارات ستخلد على مر السنين حقبة الراحل كرئيس ثالث للجزائر".
شهادات
أحمد أويحيى: أشيد بالدور الذي لعبه الراحل في المرحلة الانتقالية التي عرفتها البلاد، سيما ما تعلق بالتعددية السياسية والإعلامية.
الحكم على إنجازات رجال الدولة تحتاج إلى تقييم شامل حتى لا تظلمهم الأجيال.
محيي الدين عميمور: لابد من محو الصورة التي أعطيت بغباء شديد عن هذا الرجل، فالراحل ما كان ليحكم لولا لم تكن عنده ملكات القيادة، فكان قائد ناحية عسكرية تعد من أهم النواحي في البلاد، وكانت له مسؤوليات عسكرية وشارك في مؤتمرات دولية ما أهله للقيادة. كما أن الانتقال من منصب إلى آخر يحتاج إلى مرحلة إعداد والرئيس الراحل مرّ بمرحلة إعداد كفيلة لتجعله من أحس الرؤساء في العالم العربي.
بشير مصيطفى: علاقتنا بالمرحوم هي علاقة استمرارية وليست علاقة زمالة، هو رجل عظيم استلم الحكم في ظرف خاص وما صاحبه من تغيرات على مستوى الاقتصاد ، بالنسبة إلينا هو رجل يجسد ثوابت الأمة، نحن نأخذ دروسا من أمثاله لاستمرار في خط المحافظة على ثوابت الأمة ونقلها إلى جيل المستقبل.
محمد معوش عضو بفريق جبهة التحرير: المرحوم كان يحب الشبيبة والرياضة زيادة على كونه مجاهد مناضل، هو إنسان طيب وفاعل خير، كنا نفرح كثيرا للقائه ولكن اليوم هو ذمة الله.
سعيد حلمي: أنا أحضر جنازة الرئيس كمواطن عادي، أترحم على الفقيد الذي احترمه، أما بالنسبة للثقافة والفن فلا يمكن تقييمهما بالنظر لحساسية الفترة التي حكم فيها المرحوم والوضع الأمني آنذاك.
رصدتها: ص.بليدي
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)