"السيلفي" يتصدر مشاركة المؤسسات الثقافية الجزائرية في مهرجان "كان"!

ما الجدوى من تواجد مؤسسات ثقافية جزائرية في مهرجان ”كان” السينمائي الدولي؟ سؤال يتبادر خاصة في الفترة الأخيرة إلى أذهان كل متابعي الشأن الثقافي الجزائري، ويطرح معه سؤال آخر وهو ما الدور الذي تلعبه هذه المؤسسات على رأسها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي في الترويج للسينما الجزائرية في مهرجان ”كان” السينمائي الدولي الذي يعرف حضورا من كافة أنحاء العالم.في تصريح سابق لوزير الثقافة عز الدين ميهوبي قال فيه بأن الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ستكون بعيدة عن كل ما له علاقة بالسينما وأن دورها هو الإشعاع الثقافي والترويج للثقافة الجزائرية، إلا أن السؤال هل تقوم هذه الوكالة بالترويج للثقافة الجزائرية خصوصا في مهرجان عالمي كبير، الصراحة أن تواجدها في مهرجان كان فعلا يقتصر على التقاط مبعوثي الوكالة للصور دون اغتنام فرصة سوق الأفلام الكبير الذي يوفره مهرجان ”كان”، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب، فربما الجزائر هي الوحيدة التي تبعث مؤسسة ثقافية أصبحت مؤخرا لا علاقة لها بالإنتاج السينمائي، فحين نركز قليلا على المشاركين في هذا المهرجان نجد مثلا طاقما كبيرا من مهرجان دبي السينمائي الدولي من أجل اغتنام فرصة جلب أفلام جديدة للمهرجان الذي يقام شهر ديسمبر القادم، ونلاحظ كذلك إقامة ندوة كبيرة من طرف القائمين على مهرجاني القاهرة الدولي السينمائي ومهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، في حين ولا ممثلين عن مهرجان سينمائي واحد في الجزائر متواجدون في مهرجان ”كان”، في وقت يبقى الترويج للمهرجانات الجزائرية مهما جدا خصوصا في هذه المحافل السينمائية الكبيرة.لا تستغرب إن فتحت صفحة الفايسبوك وصادفتك صور أشخاص تعرفهم بحكم اشتغالك في مهنة الصحافة أو أنك متابع للشأن الثقافي الجزائري، حيث ترى مبعوثي مؤسسة ثقافية جزائرية كبيرة جدا في صورة الديوان الوطني للثقافة والإعلام والذي انتقلت إليه عدوى ”السيلفي”، هؤلاء المبعوثون ذهبوا لالتقاط ”السيلفي” عوض البحث عن آليات جديدة والاحتكاك بتجارب الآخرين في التسيير الثقافي.سؤال آخر يجب أن يطرح وهو هل ستلزم وزارة الثقافة المؤسسات المشاركة في مهرجان ”كان” السينمائي الدولي بتقديم حصيلة المشاركة والأشياء التي تم تحصيلها نظير هذه المشاركة التي دفع من أجلها مبالغ كبيرة، والكل يعرف غلاء الأسعار في شغل حيز داخل مهرجان ”كان”، أم أن الأمر سيمر مرور الكرام دون محاسبة، وهل ستعيد الوزارة النظر في طريقة مشاركة الجزائر في أكبر المحافل السينمائية الدولية.