يشكل أدب السيرة الذاتية قضية شائكة تبدّت ملامحها الأولية إثر التحول عن خطية التشخيص الذاتي ذي الوقع التوثيقي ليرتاد أفق الممارسة الفنية الإبداعية، مما دفع بالنتاج السير ذاتي إلى دخول مناطق نثرية تتخذ من وقائع الماضي منفذا، لصياغة خطاب سير ذاتي «برؤية فرديّة هي حصيلة المعاشرة الظاهراتية للعالم، وإسقاط الشعور والوعي على أحداثه وأشيائه، وإعادة تقديمها عبر كشف ذاتي خالص»(1) ، يرتهن إلى أسلوبية البحث عن الذات عن طريق تحفيز الذاكرة تحفيزا إبداعيا يتعدى « التعبير المجرد المحايد عن التجارب، إلى استبطان الذات واستظهار طبقاتها»(2) عبر مسارب يستند فيها كاتب السيرة الذاتية إلى الذاكرة بوصفها « مصدراً أساساً ثراً ومرجعية ممولة للصور والأحداث والحالات، ترفد النص السيري بمعطيات يبدو بعضها للوهلة الأولى غير ذات أهمية، لكنه ما يلبث أن يكتسب أهميته وخطورته في نسيج اللغة السيرية حين يتفاعل مع ذاكرة اللغة ذاتها، إثر دخول اللغة ميدان الكتابة وتحولها إلى الحركة والفعل»(3).
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - الهوارية عراج
المصدر : أبحاث Volume 2, Numéro 2, Pages 221-228 2014-12-01