مطربة متألّقة تنبش في التراث، تغني للحب، الوطن والفرح.. مشوارها ورحلتها الفنية وأمور أخرى، تقرأونها في هذا الحوار الذي أجرته معها "المساء" في السهرة الرابعة من مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال 38.كيف كانت البداية؟— كباقي الفنانين، بدأت الغناء بخطى ثابتة وأنا أنبش في التراث، كنت مولعة بالفن منذ صغري، وسأواصل بعزيمة كبيرة.من شجّعك على المواصلة؟— طموحي بالدرجة الأولى، والاحتكاك بالفنانين. لقد غنيت في الأعراس والحفلات، كما تعاملت مع الفنانتين القديرتين نادية بن يوسف ونعيمة دزيرية وفنانين آخرين من المنطقة؛ بحثا عن التقرّب من الجمهور الذي بدوره شجّعني.ماذا تتناولين من مواضيع في غنائك؟— أتعامل في الإطار العائلي، والمرأة في مقدمة انشغالاتي، أبحث في معاناتها، كما أتناول مواضيع أغاني الغربة، لكن أن يعتبرني الكثيرون مطربة أعراس فهذا خطأ؛ لأنني منشغلة بالبحث في التراث الذي يُعدّ أهم عامل لتطوير الفن.ما رأيك في الجيل الجديد من الفنانين؟— صراحة، أنا متفائلة.. توجد طاقات وجب الاعتناء بها بتفعيل دور المدارس الفنية.ما هي نصيحتك للشباب المتهافتين على الشهرة المؤقتة؟— بودي أن أنصح الشباب بالتفكير جديا في الخلق والإبداع، ليكونوا في مستوى التطلعات، فدروب الفن ليست بالأمر الهيّن؛ تتطلّب المهارات والمثابرة والعمل المتقن عند مخاطبة الآذان؛ فالموهبة وحدها لا تكفي.في أوّل مشاركة لك في مهرجان تيمقاد، كيف تلقيت دعوة المشاركة؟— تلقيت دعوة المشاركة بفرح وسرور، أنا سعيدة بوجودي في عاصمة الأوراس، وجئت خصيصا لإسعاد جمهور تيمقاد الذي أحترمه والذوّاق للفن..على ذكر الجمهور، هل من جديد قدّمته له في السهرة الرابعة؟— في أوّل ظهور لي بتيمقاد اقترحت عليه باقة من الأغاني التراثية للمرحومة شريفة وإدير. وأنا متأكّدة أنّ الشعور متبادَل؛ لأنّ جمهور تيمقاد واع، ويتذوّق أنواع الفن الجزائري والعالمي.ماذا لو اقتُرح عليك الغناء باللغة العربية؟— أنا لست ضد الغناء باللغة العربية، إلاّ أنّني أجد صعوبات في نطقها، لكن ما يعاب على بعض المطربين أنهم يسيئون إليها باستعمال الكلمات البذيئة.. سبق وأن تعاملت مع الفنانة نادية بن يوسف ونعيمة دزيرية، ويستهويني الغناء الملتزم الموزون والغناء العاصمي..هل تعتقدين أنك بلّغت رسالة مهرجان تيمقاد؟— رغم الفرص المتاحة لي في تنشيط حفلات وسهرات فإنّني فخورة بأن أعتلي ركح مسرح تيمقاد. كمطربة، لا أقصّر في واجباتي للتشهير بالفن الجزائري وبثرائه وتنوّعه، لكن الحقيقة يجب أن تقال.. لمهرجان تيمقاد على غرار المهرجانات الأخرى، طعم خاص ونكهة، وكلّما أتيحت لي الفرص سأشهّر به كثيرا؛ لأنه فضاء فني جامع يشهّر بالفن الجزائري.هل أدت الأغنية الأمازيغية رسالتها؟ وما موقع الأغنية الشاوية من التطور الحاصل في مسارها؟الأغنية الأمازيغية لها روّادها وأثبتت قدراتها على مر الزمن.. أجيال وأجيال صنعت مجد الأغنية الأمازيغية، ولا أحد ينكر دورها في تطوير الفن الجزائري.وبخصوص الأغنية الشاوية أعتقد أنّ ثمة مجهودات في الخصوص؛ فهي تمثّل الجزائر خارج الوطن، على غرار المرحوم كاتشو الذي يبقى رمز الأغنية الشاوية العصرية بلا منازع وغيره ممن أبدعوا وشهّروا بها؛ فهي في تطوّر متواصل.ألا تعتقدين أنّ ترسيم الأمازيغية لغة وطنية رسمية دعم آخر لتطوير الأغنية الأمازيغية؟— أكيد هو كذلك، وكان من المفترض أن يتوَّج هذا النضال السلمي قبل اليوم، ومع ذلك فهو قرار تاريخي يدعّم الأغنية الأمازيغية ويعزّز الوحدة الوطنية.هل فكّرت في خوض المجال السياسي فنيا؟— لا أبدا ولست مستعدة لخوض تجربة شبيهة. أنا لا أحبّ خلط الأمور، فلكلّ اختصاصاته، وأنا لن أحيد عن النهج الذي سطّرته لحياتي الشخصية؛ أغني للحب والسلام وأتناول المواضيع الاجتماعية بأسلوب هادف، فالسياسة لأهلها، والفن له روّاده.ماذا تقولين عن منطقة الأوراس؟— أعشقها؛ بدليل أنّني أفكّر في إنجاز ديو مع فنانين من المنطقة أو مناطق أخرى من الوطن، وهو انشغال مكمّل لبحوثي وتصوراتي.كلمة أخيرة لقراء الجريدة— أشكر جمهور الأوراس الكبير الذي خصني بهذا الاستقبال. كما أشكر قراء الجريدة التي أتاحت لي هذا الحيز من الحوار الشيق معكم.
تاريخ الإضافة : 19/07/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ع بزاعي
المصدر : www.el-massa.com