رغم الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا إلا أنها حاضرة في هذا الموسم الرمضاني بعدة أعمال اجتماعية ودرامية وكوميدية و إن كانت تعد على الأصابع ، وكما كان متوقعا تماما فقد انتقلت السياسة من شاشات الأخبار إلى الدراما مباشرة ، حيث وجد المنتجون في الأزمة السورية مادة خام لإنجاح أعمالهم و دخول السباق الرمضاني الذي عرف هذه السنة منافسة حادة بين المخرجين العرب لاسيما المصريين منهم ..وعلى الرغم من انخفاض عدد الأعمال السورية المنتجة ، إلا أنها استطاعت أن تفرض نفسها بقوة وسط العائلات العربية التي يبدو أنها تعاطفت مع الشعب السوري الشقيق ، بدليل نسبة المشاهدة الكبيرة التي سجلت من طرف الفضائيات العربية ، حسبما أوضحه العديد من المنتجين السوريين في لقاءات إعلامية عديدة ، حيث أخذ المسلسل الدرامي الاجتماعي " سنعود بعد قليل " للمخرج " الليث حجو " حصة الأسد في سلم اهتمامات المشاهد العربي ، لاسيما و أن المخرج وجه عدسات كاميراته نحو المتغيرات السياسية و الاجتماعية التي تعرفها سوريا و تأثيرها على حياة الآلاف من السوريين الذين ضاقوا ذرعا من هذه الانقسامات و الأحداث الدامية واضطروا إلى ترك البلاد ، ورغم أن المسلسل يتناول الأزمة من منظار حيادي ، إلا أنه لم يخف الألم العميق الذي يحز في نفسية الممثلين ، على رأسهم الممثل القدير " دريد لحام " ، الذي يجسد دور ربّ عائلة سوري يقيم مع زوجته في دمشق يدعى " الحاج نجيب " ، لديه ستة أولاد يعيشون في لبنان اختاروا الهجرة هروبا من تأثيرات الحرب وحالة الرعب والأحداث الأليمة التي تعصف ببلادهم سوريا .
وبعد وفاة زوجته يقرر هذا الأخير أن يزور أبناءه في بيروت ، فيكتشف العديد من الأسرار التي كانت خافية عليه ، و تتضح له الكثير من الأمور الكامنة التي لم يكن يتخيلها يوما ، فأولاده الذين طالما افتخر بهم وحلم بإنجازاتهم و نجاحهم ، هم في الحقيقة مجرد أشخاص بائسين وفاشلين لا مستقبل لهم ، مما يؤثر على صحته ويقع طريح الفراش ، وهو ما يضع الأبناء أمام خيارين إما بيع المنزل الكائن في دمشق لدفع تكاليف علاج والدهم ، أو تقاسم الحصة فيما بينهم لإصلاح حياتهم ، وهو ما يخلق صراعا كبيرا ويعقد العلاقات أكثر مما عليه ، يأتي هذا في الوقت الذي يتذكر فيه دريد لحام بلده سوريا و يبكي بدل الدموع دما , فينال منه الندم نيلا عظيما أمام نزاعات أبناءه الفارغة الذين غادروا وطنهم لأجل لا شيء ، فمنهم من يعارض الأزمة ومنهم من يتفق معها ، منهم من يعيش حالة تأنيب الضمير لأنه ترك بلده الجريح ، ومنهم من لا يزال يناضل لأجل لقمة العيش ...
وتجدر الإشارة ، إلى أن المسلسل الذي صورت مشاهده بلبنان .من تأليف الكاتب رافي وهبي ، وبطولة مجموعة من نجوم الدراما السورية واللبنانية ، نذكر منهم عابد فهد ، سلافة معمار، قصي خولي ، باسل خياط ، كندة علوش، نادين الراسي، تقلا شمعون، كارمن لبس وغيرهم ..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عالية بوخاري
المصدر : www.eldjoumhouria.dz