اعتبر كاتب الدولة الأسبق للاستشراف والخبير الاقتصادي بشير مصيطفى، أمس، بمناسبة المهرجان الدولي للسياحة الدينية المنعقد بسيدي عقبة بولاية بسكرة، أن السياحة بالجزائر لا زالت في "حيز المخزون"، ولم تتحول بعد إلى اقتصاد واستثمار فعال، لافتا إلى أن مؤشر مساهمة القطاع في الناتج الداخلي الخام يقدر ب3 بالمائة فقط، فيما لا يتجاوز عدد السياح سنويا 1,5 مليون زائر، ولا يفوق عائد السياحة على الاقتصاد الوطني ال300 مليون دولار على حد تقديره.وقارن مصيطفى، خلال محاضرة ألقاها أمام سفراء كل من أندونيسيا، المغرب، العراق، الأردن، فلسطين، بنغلادش، وممثل إيران، مؤشرات القطاع السياحي بالجزائر بتلك المحققة في بعض دول الجوار على غرار تونس، التي تصل عائدات القطاع إلى 7 مليار دولار ومصر ب14 مليار دولار والمغرب ب4 ملايير دولار، مشيرا إلى أن الجزائر مازالت في مرحلة المخزون.
واعتبر التحول إلى مرحلة التدفق السياحي، يتطلب وضع خطة طريق تمتد إلى 2030 أو 2050 عبر بوابات ذكية تشمل وضع السياحة كأولوية في إستراتيجية الدولة وإيجاد الوسائل الفنية والمادية وتفعيل السياحة في الفضاءات العامة وليس في الفنادق والمركبات فقط، مع تكوين الموارد البشرية.
كما أبرز مصيطفى ضرورة التكفل بما اسماه البوابة المالية، حيث دعا في هذا الصدد إلى استحداث بنك السياحة وصندوق ضمان القروض الموجهة للاستثمار في القطاع مع إطلاق فرق الأمن السياحي، مؤكدا أهمية إعطاء الأولوية للسائح في مجال منح التأشيرات.
واقترح المتحدث أيضا إنشاء رواق أخضر يضمن تكريس المفاضلة لإعطاء زخم للسياحة الدينية، وإنشاء خلية اليقظة على مستوى وزارة الخارجية التي تضمن الإحصاء السياحي، مشددا على أهمية التخطيط الإستراتيجي من خلال إنشاء خلية يقظة، تضم ممثلين عن قطاعات مختلفة وتسهر على وضع خطة طريق تمتد لفترة 15 سنة، من أجل رفع تعداد السياح من عتبة 1,5 مليون سائح إلى الرقم المغاربي (8 مليون سائح) مع رفع عائدات السياحة من 250 مليون دولار إلى حدود 9 مليار دولار.
500 مليون حاج مسيحي يزورون الجزائر إذا توفرت الشروط
وعلى هامش فعاليات المهرجان أشار الخبير مصيطفى، في تصريح ل«المساء" إلى أنه "عكس ما يعتبره الكثير من أن السياحة الدينية هي سياحة إسلامية، فإن هذه السياحة هي في الحقيقة مسيحية قبل أن تكون إسلامية".
وكمثال على ما يقول ذكر المتحدث بأن القديس أوغستين الذي ينحدر من منطقة مداوروش بسوق أهراس، وأمه أمازيغية وأبوه مسيحي يعرف بكونه يجمع 3 كنائس و3 أطياف هي الكاثوليك والبروتيستانت والأرثوذوكس، لافتا إلى أن 500 مليون حاج مسيحي معنيين بزيارة الجزائر من أجل الوقوف على ضريح هذا القديس، "غير أنهم لايستطيعون القيام بذلك لغياب عدة عوامل مشجعة كالبنوك والفنادق والنقل وغيرها..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نور الدين ع
المصدر : www.el-massa.com