الجزائر

السوق الشعبية "السويقة " بالبليدة...حركة دؤوبة تبدأ منذ الصباح الباكر



السوق الشعبية
تشتهر مدينة البليدة بسوق شعبية تشكلت مع نشأة المدينة وهي تقع بقلبها وتعرف باسم " السويقة " وهي لا تزال تعج بالحركة الدائمة وتستقطب العديد من المتسوقين منذ الصباح الباكر من كل يوم .
ويشتد إقبال المواطنين على هذا المرفق التجاري يأتون إليه من مختلف المناطق وحتى البعيدة للتبضع بالخضر والفواكه واللحوم والأسماك وكذا الحلويات والعجائن التقليدية وحتى الأعشاب النادرة.
وقد أكد أحد المتسوقين وهو قادم من حي بلكور بالعاصمة بقوله "إنني أرى في هذه السوق الشعبية من أعرق وأشهر الأسواق التي عرفتها على مستوى الوطن"، مضيفا أن الترجل في أزقتها العتيقة والضيقة يعطي المتعة في التسوق خصوصا وأنه يوجد بداخله كل ما يحتاج إليه المستهلك من منتجات ناضجة وبأسعار منخفضة لا تضاهيها أسعار في أي سوق أخرى".
ويمارس عشرات التجار داخل السويقة أنشطتهم بأسلوب حكيم مع المشترين يزيدونهم أحيانا في وزن بضاعتهم تارة ويتهكمون معهم بالفكاهة تارة أخرى لربح ثقتهم ولا يسأمون في ذلك من إطلاق الصيحات الداعية إلى الشراء من عندهم.
وقد حافظت السويقة حتى يومنا هذا على طابعها المعماري الأصيل ولم يطرأ عليها أي تشويه في بناياتها الأصيلة والدليل على ذلك أن المساجد والحمامات والديار التي تتوسطها لا تزال تحتفظ بمعالمها التركية .
ونظرا لما اكتسبته السويقة من شهرة عظيمة وثقة ما فتئت تتوسع لدى الزبائن المترددين عليها باستمرار استغل عدد كبير من التجار المتنقلين الفرصة وراحوا يقيمون غير بعيد عنها أشبه بسوق موازية لها شوهت المنظر واعتدت على البيئة حيث خلقت نوعا من الفوضى في حركة مرور السيارات وأكواما من القمامات التي تنبعث منها راحة لا تطيقها النفوس.
وإقبال كبير للعائلات على تناول المثلجات
وتجلب مقاهي وقاعات الشاي بالبليدة وخاصة تلك الموجودة بساحة "أول نوفمبر" والتي تحولت إلى محلات بيع المثلجات كل ليلة العديد من العائلات .
وتفضل الكثير من هذه العائلات قصد هذه الفضاءات المفتوحة على الهواء الطلق بهذه الساحة المعروفة بساحة التوت سابقا لطلب الراحة والإسترخاء والتمتع بتناول من ألذ وأحلى المثلجات الموجودة على مستوى الوطن-كما يرى بعض المواطنين، ويتوافد الزبناء على الخصوص على إحدى هذه المحلات المشهورة في صنع المثلجات منذ زمن قديم والتي تملك مخبرا خاصا في تحضير هذه المادة الخفيفة الباردة.
وأوضح صاحب هذا المحل أن متجره يتميز عن سواه بتوفير مختلف أنواع المثلجات المفروشة بشتى أنواع الفواكه والفول السوداني والعسل وهي تحمل أسماء عديدة منها " حلم الحب " و " نزوة " و "سلطة الفواكه " و " كريبوني إيطالي و" بنانا سبليت"، وتقضي هذه العائلات ساعات طوال وهي تتذوق كؤوسا من المثلجات الباردة.
وما زاد في تشجيعها على قضاء أوقاتا طويلة هو رومانسية المكان الذي تتواجد فيه هذه المحلات وسط أشجار التوت الباسقة وأمام منظر هادئ وجميل تصنعه النافورة المائية الدائرية والمساحة الخضراء التي تحيط بالنخلة التي تتوسط الساحة علاوة عن وساعة المكان حيث يجد الأطفال مناسبة للعب والمرح وسط الساحة .
ولا تزال ساحة "أول نوفمبر" التي تضم تلك المقاهي تستقطب توافد العائلات إليها، وذلك بفضل خصوصيتها التي لم تستطع أن تحوزها بعض الأماكن الأخرى في البليدة، وقد اكتسبت هذه الخصوصية من كونها النواة الأصلية التي تشكلت حولها مدينة البليدة القديمة في القرن السادس عشر.
نسرين جرابي
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)