الجزائر

السوريون حوّلوا بضاعتهم لدول الجوار تفاديا لكسادها الأزمة السورية تضاعف أرباح ''البزناسية'' الجزائريين



تشهد أسعار الملابس النسائية المستوردة من سوريا ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة، بسبب الاضطرابات السياسية التي تشهدها سوريا - الوجهة المفضلة للتجار الجزائريين-. ففيما اقتنى بعضهم مخزونهم من الألبسة قبيل عيد الأضحى ليضاعفوا أثمانها، وجد آخرون الحل في التنقل إلى الدول الحدودية مع سوريا لاقتناء سلعتهم.   وقفنا خلال جولة قادتنا إلى بعض الأسواق بالعاصمة، على غرار باش جراح، علي ملاح، سوق ميسونيي على ارتفاع أسعار الملابس النسائية التي تستورد من سوريا بالمقارنة مع بداية السنة، فلم تعد في متناول الجميع، والسبب هو مخاوف التجار من نفاذ المخزون  الذي اقتنوه بعد عيد الفطر مباشرة وعدم وضوح بوادر الانفراج في سوريا، حيث بلغت الزيادات في أثمانها حتى الثلاثة ألاف دينار جزائري. أسعار ملتهبة في الأسواق الجزائرية أبدت العديد من النسوة اللواتي التقيناهن في جولتنا، استغرابهن من الارتفاع الكبير في أسعار الألبسة السورية المفضلة عند حواء الجزائرية. فسعاد وهي موظفة أخبرتنا بأنها كانت بصدد شراء ملابس نوم مستوردة من سوريا، لكن أسعارها قبل ثلاثة أشهر كانت في حدود بـ2500دج بساحة  الشهداء، لتتفاجأ بعد مرور قرابة أسبوعين أن سعرها قفز إلى 4000 دج وهو مبلغ كبير بالنسبة للباس نوم عادي. وفي السياق يقول أحد الباعة يملك محلا بسوق باش جراح: في بداية الأزمة السورية عندما كانت الاضطرابات في مدينة حماة فقط، كنا نقصد باقي المدن والأسواق السورية ونقتني السلع بطريقة عادية، لكن مع توسّع دائرة العنف امتنعنا عن السفر خوفا على حياتنا، الأمر الذي سينعكس حتما على الأسعار، لذا فإننا رفعنا قيمة ما تبقى لدينا من سلع حفاظا على أرباحنا . الجزائريون يقتنون بضاعتهم عبر لبنان أما التاجر رفيق 28 سنة، والمتخصص في بيع العباءات السورية بسوق علي ملاح، فقد سافر منذ حوالي20 يوما فقط  إلى دمشق للتبضع، فيقول أن الاضطرابات السورية عادت عليه بالمنفعة تجاريا نظرا لانهيار صرف الليرة السورية، فقد أصبحت 100 أورو تعادل 8 ألاف ليرة سورية بسبب التضخم. أما التجار بسوق ميسونيي فاعتبروا أن تجارة الكابة انتعشت بشكل كبير منذ اندلاع الأحداث في سوريا، عكس أصحاب المحلات الذين يجدون صعوبة في إخراج سلعهم من الميناء، فرغم مجازفتهم بالسفر إلى سوريا في عز الأزمة، لكن سلعهم بقيت مكدسة على مستوى ميناء العاصمة بسبب رفض البنوك ملفات الائتمان لتمويل تجارتها لأسباب غامضة، حسبهم. وعن طريقة اقتناء سلعهم من سوريا، أكد محدثونا أن المنتجين السوريين انتهجوا استراتيجية ناجحة حتى لا يخسروا السوق الجزائرية، حيث يربطون الاتصال مع زبائنهم الجزائريين الذين عزفوا على دخول سوريا في ظل الأزمة التي تعيشها، ليتسلموا بضاعتهم في الدول المجاورة لسوريا، على غرار لبنان، أو يجتازون الحدود السورية عبر سيارة أجرة ليلا والمبيت في إحدى فنادق شارع المرجة بدمشق، للتبضع باكرا بسوق الحامية حتى يتمكنوا من الرجوع في وقت مبكّر. إقبال الجزائريين على سوريا تراجع بنسبة 80 بالمائة  ومن أجل الوقوف على الوضعية، تقرّبنا إلى وكالات الأسفار لمعرفة مدى إقبال أو عزوف المواطنين على السفر إلى سوريا، حيث أكد جل من تحدثنا إليهم تراجع عدد المسافرين إلى سوريا بنسبة 80 بالمائة بسبب المخاوف الأمنية، وخاصة بسبب ارتفاع تذكرة الطائرة من 42 ألف دج إلى 52 ألف. وفي نفس السياق، ألغت العديد من الوكالات السياحية الوجهة السورية من برنامج رحلاتها بسبب الأزمة التي تعرفها البلاد، خاصة وأن الأصداء التي تصل من دمشق تتحدث عن بقاء الكثير من المسافرين محتجزين بمطار دمشق لأيام دون أن يتمكنوا من مغادرة المطار. من جانبها، أكدت مديرة الخطوط الجوية السورية في الجزائر، ابتسام عبد الرحمن، أن الرحلات المبرمجة إلى دمشق تعمل في ظروف جد عادية ولا يزال تنقّل التجار والزبائن الأوفياء بشكل مستقر. 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)