الجزائر

السوريون العالقون في ثنائية النظام والمعارضة



السوريون العالقون في ثنائية النظام والمعارضة
بقلم: ماهر أبو طير*ينقسم السوريون وكذلك العرب مابين مؤيد للنظام السوري ومؤيد للمعارضة بوجهيها العسكري والسياسي والذين يؤيدون النظام يرون فيه لمحة مقدسة ذ يعتبرونه سدا في وجه الأسرلة والصهيونية فيما الذي يؤيدون المعارضة يرون فيها أيضا لمحة مقدسة إذ أنها تحارب الطغيان وتقدم الشهيد تلو الشهيد.بينهما يتعامى الجميع عن الملف الأهم ملف المدنيين في سوريا أولئك الذين ضاعوا تحت أقدام محاربي النظام وأعضاء التنظيمات الوطنية وتلك الإسلامية ومعها أيضا الموصوفة بالتطرف فلا أحد يتحدث عن تحول المدنيين إلى مجرد وقود في هذه المحرقة.للمفارقة هناك حقائق غائبة فالمعارضة التي تقصف حيا فيه أفراد من الجيش السوري تقتل معهم مدنيين أبرياء لاحول لهم ولاقوة والجيش السوري الذي يقصف أحياء فيها تنظيمات مختلفة يقتل سوريين مدنيين أبرياء أيضا فالأبرياء هنا في كل مكان من المدنيين يتم قتلهم والنيل منهم تحت عناوين مختلفة.لو سألنا أغلب السوريين اليوم فسيقولون لك كلاما مختلفا مابين الذي يقف مع المعارضة وذاك الذي يريد النظام لكن الطرفين يشتركان بنقطة واحدة حقهما في الحياة وإقرارهما أن المدنيين السوريين الأبرياء تم طحنهم في هذه الطاحونة دون أن يكون لهم علاقة لا بالتنظيمات ولا بالنظام وهذه هي الاغلبية الغائبة التي لايتحدث عنها أحد في سوريا.هذا يأخذنا إلى النقطة الأخطر إذ أن المنتصر في هذه الحرب خاسر في كل الأحوال وسواء بقيت سوريا موحدة أو باتت مقسمة أو بقيت في عهدة النظام أو حكمها نظام جديد أو نظام معدل جينيا بحيث يكون مسخا مختلطا مابين بنية النظام وقشرة من خارج النظام وهذا المنتصر سوف يحكم فوق كومة خراب وسنراه جالسا فوق مدن مهدمة واقتصاد منهار وبيئة غارقة بالكراهية والشكوك والثأر فمن هو المنتصر حقا؟!.يقال هذه المرة إن الرابح شكلا قد يكون أي طرف لكنه من جهة أخرى خاسر سوف يحكم الشعب السوري الذي خسر كل شيء ولايمكن بيعه أوهام إعادة الإعمار ولا استرداد النظام لسوريا ولا فوز المعارضة بهذه الغنيمة التي تم تقطيعها.وحدهم أبناء سوريا العاديين من تجار وفلاحين ومتعلمين فقراء وعمال وحدهم خسروا كل شيء والأدهى والأمر أنه يتم الضحك عليهم بفرزهم إلى مجموعتين واحدة مع النظام والثانية ضد النظام لكن لا أحد يسأل عنهم بمعزل عن العنوانين وعلينا أن نقر اليوم أن المدنيين وحدهم يدفعون ثمن هذا الموت من كل الاتجاهات والملل والأعراق وحدهم المدنيين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)