السهرة الثـانية للمهرجان الدولي لفنون الأهفار بونبينو و فيو فاركا توري يمتعان الجمهور

 منحت السهرة الثـانية للمهرجان الدولي لفنون الأهفار، في طبعته الثـانية، لجمهور تمنراست فسحة لا متناهية للرقص والاستمتاع مع فرقتي شوغلي و إتران أنهفار ، فيما أمتع وألهب الرباعي النيجيري بونبينو ، والمالي فيو فاركا توري الحضور.
 استقبلت ساحة أول نوفمبر، المحاذية لدار الثـقافة بتمنراست، في ثـاني يوم من العرس الصحراوي، جماهير غفيرة من محبي النغمة الترفية الأصيلة، وامتزاجها بالموسيقى العصرية.
اتخذ أعضاء فرقة شوغلي بمدينة جانت لأنفسهم مكانا مريحا على أرضية المنصة. وفي أعداد متساوية بين العنصر النسوي والرجالي، شكلوا حلقة نصف دائرية من 12 عضوا، يتوسطهم المغني شغلي محمد الميلودي على آلة العود، فتذكرك جلستهم بتلك التي طبعها الراحل عثـمان بالي في أذهان الجزائريين والأجانب، عندما كان في قمة عطائه الفني، لولا حادثـة وفاته الفجائية.
ونجح شوغلي ورفاقه في جعل الحضور يتفاعل مع الريتم التندي المعاصر، فغنى لهم شاي بلا سكر ، أين يحكي حلما راوده في إحدى الليالي الحارة أفقده النعاس، فما كان عليه سوى الاستئناس بإبريق شاي مر يساعده على التفكير، ثـم أغنية تمنراست التي كانت جولة عبر أحيائها القديمة، لكنه سرعان ما رفع حماس الشبان عند ترديد وان تو ثـري.. فيفا لالجيري ، معيدا الجميع إلى أجواء مناصرة الخضر، إذ نجح الأعضاء في ترديد الشعار، وإلحاقه بكلمات محلية ألهبت الجمهور.
صعود فرقة إثـران نهفار على الركح زاد من تفاعل الجماهير، فهي مجموعة عصرية ذائع صيتها في المنطقة، معروفة بأسلوبها الحديث في التعاطي مع الأغنية الترفية. وعنها، يقول رئيسها إيدايير بابا: نحن فرقة تعمل من أجل الإبقاء على هذا النوع الغنائي وسط الشباب، لهذا نجدد في موسيقانا ونعيد بعض الأغاني بطريقتنا نحن.. نحن نحب ريتم الريغي وبوب مارلي .
ومن بين الأغاني المقدمة، استمتع الحضور بـ والله دارت السدنم (والله راكم تاعبين)، وهي أغنية يقول عنها المغني إيدايير: هي أغنية شبابية تحكي معاناتهم اليومية، ومواجهتهم لشبح البطالة، والسكن والفقر . أما إمطوما ، فتصف جمال المرأة الترفية، محاسنها وشخصيتها. فيما تنقل تجرانامي تينيرينم أحاسيس عاطفة الحب الصادق بلغة أمازيغية حلوة .
وخصص الجزء الثـاني من السهرة الثـانية لفرقتين إفريقيتين، إحداها فرقة بونبينو من النيجر، يعزف عضوان منها على القيثـارة الكهربائية، فيما ينقر الثـالث على آلة الإيقاع، والرابع يرافق الجميع بصوته وتصفيقاته المنسجمة مع اللحن.
واهتزت أركان الساحة بصعود الرباعي، الذين طالبهم الحضور بأشهر أغانيهم، وسرعان ما استجاب عمر مكتار مترجما بنصوصه العشق والرموز الترفية، في مواجهة العولمة.
كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، عندما فسح المجال لفرقة فيو فاركا توري المالية، التي صفق لها الحضور مليا، واستقبلوها بأهازيج تنم عن معرفتهم بها، وبقائدها الذي تأثـر بموسيقى والده علي فركا توري. واختار فيو فاركا توري أغنية مالي ، تكريما للأرض التي تربى عليها، إضافة إلى ماهين كوكور ، الشجاعة ، دنيا ، أنا وغيرها من الأغاني المليئة بالألوان الموسيقية المالية مع تأثـر واضح بالموسيقى الغربية.