الجزائر

السلم والتنمية.. الشراكة الصعبة بين باريس وإفريقيا



السلم والتنمية.. الشراكة الصعبة بين باريس وإفريقيا
تستضيف العاصمة المالية باماكو في الرابع عشر من الشهر الجاري، القمة السابعة والعشرين الفرنسية الإفريقية، وذلك بعد مرور 4 سنوات على عملية سرفال العسكرية التي نفذتها القوات الفرنسية تلبية لطلب الحكومة المالية وقتها في 2013، عقب سقوط عدة مدن، بيد الجماعات المسلحة الإرهابية في منطقة الساحل التي عملت على محاولة تغيير موازين القوى في المنطقة.القمة الفرنسية الافريقية التي يحضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فضلا عن كونها مناسبة يودع فيها الرئيس الفرنسي نظراءه من مختلف العواصم الافريقية، فهي فرصة لطرح القضايا ذات الشان المشترك، فهي تطرح مسألة السلم والأمن والشراكة والتنمية، وهي من أبرز المحاور والاهتمامات التي تشكل أولوية قصوى ضمن السياسات التي تنتهجها أغلب الدول الافريقية بحكم المخاطر القائمة على أرض الواقع.وفي سياق التحضير السياسي والدبلوماسي للقمة ال 27 بين فرنسا والدول الافريقية، كان سفراء فرنسا في غالبية عواصم القارة السمراء التقوا بوزراء خارجية تلك الدول لبحث التحضيرات الجارية للقمة وانشغالات كل حكومة على حدى، ما يمكن باريس من تشكيل رؤية واضحة بشأن أبرز ما سيتم تداوله كل على حدة في القمة التي يمثل فيها الجزائر الوزير الأول عبد المالك سلال المكلف أمس من لدن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ممثلا شخصيا له.وتراهن فرنسا على تعميق الشراكة مع الدول الافريقية والمحافظة على مناطق نفوذها التاريخي في القارة السمراء، على ضوء المنافسة الشرسة اقتصاديا وعسكريا وأمنيا من قبل عدة قوى أخرى كالصين مثلا والمجموعة العربية التي عقدت قبل نحو شهرين قمتها مع الدول الافريقية، فضلا عن منافسة اليابان والولايات المتحدة الأمريكية لها، بل وحتى اسرائيل التي استطاعت التوغل في بعض الدول الافريقية على حساب النفوذ التاريخي لباريس في المنطقة.وتدفع المخاطر الأمنية التي بدأت تتفاقم في القارة السمراء بباريس إلى بذل جهود قوية من أجل إقناع الأفارقة بالبقاء على مقربة من السوق الفرنسية المنفتحة. كما أن مخاطر صعود اليمين في أمريكا وفي أوروبا شجع على المزيد من التقارب الفرنسي الافريقي، الذي تقلص في المدة الأخيرة إلى أدنى مراتبه، بعدما كانت فرنسا القوة الأولى في إفريقيا التي لا تتحرك أي دبابة دون موافقتها، الأمر الذي دفع بالحكومات المتعاقبة إلى الرمي بثقلها في السوق الافريقية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية العسكرية، وباتت العمليات الفرنسية في عدة بلدان إفريقية إحدى أبرز ملامح القارة السمراء هناك، ومع بدء العد التناولي لعهدة الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند فإن باريس ستعمل عل طمأنة شركائها في إفريقيا على الوفاء لخطها السياسي في التعامل معهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)