لماذا لم تنتبه وزيرة البريد وتكنولوجيات الاتصال، إيمان هدى فرعون، إلى هذه التقنية ”VPN” عندما قررت رفقة وزيرة التربية، تعطيل الأنترنت أيام امتحان البكالوريا، مع أن ”الأطفال” في المدارس والثانويات يلعبون بها من أشهر، ويستعملونها ليس فقط كتحد للوزارة هذه الأيام، بل لحل مشكل تذبذب وثقل الأنترنت حتى في الأيام العادية؟ لماذا لم ينتبهوا إلى هذا، في هذا القطاع الحساس. فهي على الأقل كانت ستجنب وزارتها والسلطة ككل سخرية الشباب منهم، وتحديهم لقرار القطع، الذي أعطى نتائج عكس ما كان متوقعا. فلم يكتف رواد مواقع التواصل الاجتماعي فقط بالتواصل عبر الشبكة، بل أيضا جعلوا من قرار الوزارتين محل سخرية وتنكيت. وظهرت وزارة ”فرعون” مثل الأطرش في الزفة، أمام شباب مندمج في العولمة وفي أحدث التكنولوجيات ربما لا يسيطر عليها إطارات الوزارة أنفسهم.لا أدري هل فهم أولو أمرنا ”الظاهرة” أم هم في حاجة إلى براهين أخرى؟ هل فهموا أنهم أمام جيل آخر، فلا يمكن أن يحكموه بنفس الطريقة التي حكموا بها أجيال الستينيات والسبعينيات، وأن ”ديمقراطية” الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإعلامي المفتوح أمام مختلف القنوات ربطت الشباب الجزائري بثمار العولمة، وبالتالي صار من الصعب التحكم فيهم، وفي المادة الإعلامية أو الثقافية التي تقررها الدولة، أو المنظومة التربوية. فالشباب الجزائري هو جزء من الشباب العالمي، ولا يمكن أن يضحك عليه كهول لا يحسنون حتى استعمال هاتف نقال بسيط، فما بالك بالإبحار في الأنترنت أو التغريد في التويتر، والتواصل عبر صفحات الفايس بوك. على المسؤولين عن مصيرنا أن يفهموا هذا، فأحسنهم لا يملك حتى حسابا في التوتير. ثم لماذا يمتلك حساب في تويتر أو فايس بوك أو غيرها من المواقع، وهم لا يمتلكون لا أفكار ولا برامج ولا حتى مشروع مجتمع؟!فلو كانوا من رواد المواقع، لما اتخذوا قرار الغلق هذا، ولبحثوا طريقة أخرى لتفادي الغش عوض اللجوء إلى قرار القطع السخيف هذا، والذي عرى حقيقة بعض المسؤولين وأبان كأنهم يعيشون في عصر آخر، ويجهلون الكثير عن هذا الجيل الذي يقررون مصيره، بعيدا عنه وعن تطلعاته.التحدي الذي رفعه الشباب هذه الأيام وتجاوزهم قرار القطع عن طريق هذه التقنية، يفرض على السلطة مراجعة نظرتها للشعب الذي تتحكم في مصيره، فقد تبين أنها لا تتحكم في شيء وأن الشباب في واد والسلطة في شعبة!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/06/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com