الجزائر

السلطة كانت محل صراع بين قادة الثورة غداة الإستقلال في ملتقى جريدة “الوطن" مؤرخون يؤكدون:



السلطة كانت محل صراع بين قادة الثورة غداة الإستقلال                                    في ملتقى جريدة “الوطن
نوّه مختصون مساء أول أمس في اليوم الثاني من الملتقى الذي نظمته جريدة الوطن بقاعة كوسموس برياض الفتح بالعاصمة، إلى طبيعة الصراع الذي احتدم بين قادة الثورة التحريرية حول كرسي السلطة أثناء وبعد الاستقلال وكذا إلى الإستراتجية المنتهجة من قبل جبهة التحرير الوطني في مواجهة الاستعمار.
شعب الستينيات تميز بالنضج والوعي الثقافي والسياسي
أشارت الباحثة الفرنسية من جامعة بوردو لاتيتا بوكالي إلى أن النظام الجزائري منذ فترة الاستقلال وإلى غاية اليوم تبعته بعض الظروف التي تعلقت بالبحث وراء المناصب والظفر بمكانة تاريخية لعدة أسباب مختلفة، مشيرة في السياق نفسه إلى قضية “المجاهدين المزيفين” التي وصفتها بالفضيحة بالنظر إلى ارتفاع عدد المجاهدين بالعشرات منذ الاستقلال، ولفتت لاتيتا أن الحرب الجزائرية مزقت الأحزاب والهيئات الناشطة بفرنسا ما جعل هذه الأخيرة تتستر على خسارتها الفادحة انطلاقا من فشل المنظمة السرية، حيث أكدت على أن جبهة التحرير الوطني تميزت بالحنكة في التعامل مع الأمور ومجريات الأحداث السياسية والعسكرية بخلاف الطرف الفرنسي الذي تعامل مع الجزائريين بمبدأ الثأر لموتاه وشرفه، وكذا وعي الجزائريين بالحرب عكس الطرف الفرنسي الذي راح ضحية دعايته الإعلامية والسياسية.
من جهته حلّل المؤرخ عمار محند عامر طبيعة المؤسسات السياسية التي نشأت في فترة الاستقلال كاشفا طريقة تعايشها مع بعضها وطريقة عملها لاسيما على صعيد السلطة ومبدأ الشرعية واللاشرعية، حيث اعتبر بأن الصراع كان على أشده حول كرسي السلطة من طرف عدة أطراف على غرار بن بلة، بوضياف، محمد خيضر، فرحات عباس، وتأسست وقتها مجموعة تلمسان في الفترة الممتدة بين 12 و22 جويلية سنة 62، ومجموعة تيزي وزو التي تشكلت في 27 جويلية تحت قيادة بوضياف وكريم بلقاسم حيث اختلفت المجموعتين حول اعتبار تلمسان عاصمة سياسية دون منطقة القبائل، لينتقل الصراع بين الحكومة المؤقتة وأحمد بن بلة والولايات الأخرى، وأضاف “انتهت هذه المرحلة الشائكة بحلول سياسية وعسكرية”، ساهم الشعب نتيجة لوعيه ونضجه في عدم اندلاعها وجنب الجزائر الدخول في حرب أهلية مثلما حدث في الكونغو الديمقراطية. وأشار المؤرخ الأمريكي تود شيبارد أشار إلى أن فرنسا حاولت القضاء على التقاليد والصحوة الجزائرية واعتبار الجزائر جزء من فرنسا، إلا أن المقاييس كما قال شيبارد تغيرت واستطاعت الثورة أن تفرض منطقها وقبول فرنسا المفاوضات، دون أن يخف حديثه الجرائم التي ارتكبها المستعمر في حق الجزائريين ومنها جرائم 8 ماي 1945.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)