السلطات الأمنية تفتح تحقيقا في القضية ومنظمة المجاهدين تتحرك

كشف، أمس، المجاهد وعضو منظمة المجاهدين لولاية بومرداس بوعلام تعبست، في تصريح ل»الشعب» على هامش الندوة الفكرية حول ذكرى يوم الشهيد التي احتضنتها جامعة بومرداس»أن الجهات الأمنية قامت بفتح تحقيق حول الانتهاكات التي طالت رفاة شهداء مغارة «افري زيري» بمنطقة جراح ببلدية عمال، مشيرا في هذه الصدد «أن المنظمة ستقوم بما يلزم لاستخراج الرفاة وإعادة دفنهم بما يليق بمقامهم كشهداء من أجل الوطن..برر المجاهد تعابست المعروف بتاريخه النضالي بالولاية الرابعة التاريخية تأخر استخراج رفاة عشرات الشهداء الذين أبيدوا داخل المغارة من طرف الجيش الفرنسي بواسطة الغاز السام إلى صعوبة المهمة وخطورتها نظرا لاحتمال وجود ألغام تعود للفترة الاستعمارية وهو ما يتطلب تنسيق الجهود مع الجهات الأمنية المختصة للقيام بهذه المهمة وإعادة دفنهم في مقابر للشهداء، مؤكدا بقوله «أن عددهم غير معروف ولا يتعلق الأمر بعشرين شهيدا فقط من مجاهدي المنطقة بل يتجاوز هذا العدد بكثير خاصة وأن المغارة لجأ إليها حتى بعض المدنيين من أطفال ونساء هروبا من عملية الثأر والإبادة الجماعية التي قام بها الجيش الفرنسي بعد أن تكبد خسائر كبيرة في صفوفه من طرف المجاهدين بقيادة علي خوجة قدرت ب17 جنديا».و دعا خلال المداخلة «إلى ضرورة حفظ رسالة الشهداء وتلقينها للأجيال من أجل محاربة ثقافة النسيان، لكن في ظل عدم اهتمام واضح من قبل الطلبة الذين عزفوا عن الحضور للاستماع مباشرة من أحد صانعي الحدث، رغم تفضيله إلقاء خطاب فضفاض وعام عن تاريخ الوجود الاستعماري بالجزائر وسياسته القمعية الوحشية في حق الشعب الجزائري بدلا من تقديم شهادات حية عن الدور الكبير الذي قام به مجاهدو الولاية الرابعة التاريخية، كما انتقد بعض الأطراف ومنها ممثلي الأحزاب السياسية الذين لا يعطون اهتماما كبيرا لمثل هذه المناسبات الوطنية الهامة ولا يحضرون مثل هذه النشاطات.يذكر أن قضية رفاة شهداء المغارة الذين تم تصويرهم من قبل شباب دخلوا المكان دون ترخيص ثم نشر الصور على الفايسبوك قد لقيت ردود فعل منددة من قبل الأسرة الثورية وفعاليات المجتمع المدني، وأخذت أبعادا أخرى بفتح تحقيق من طرف مصالح الأمن حسب تصريح المجاهد تعابست، كما قد تشكل أيضا دافعا للتحرك لإعادة جمع ودفن عشرات الشهداء الذين سقطوا عبر ربوع الولاية.