الجزائر

السلبية لا تليق بالجزائر



 المساندة الصريحة أو الضمنية للعقيد معمر القذافي في حربه ضد خصومه موقف... وموقف إيجابي... وليس مهما هنا إن كان هذا الموقف صائبا أو خاطئا... في صالح الشعب الليبي أو ضد هذه المصالح.
والمساندة الصريحة أو الضمنية لثوار ليبيا أو متمرديها الذين أعلنوا الحرب على العقيد أو دفعهم العقيد لذلك، موقف... وموقف إيجابي، وليس مهما هنا طبيعة هذا الموقف ولا مدى انسجامه مع المصالح العليا للشعب الليبي أو تناقضه مع هذه المصالح.
والوقوف على الحياد... لا مع القذافي ولا مع الثوار ومجلسهم الانتقالي كما هو حال الجزائر موقف... لكنه موقف سلبي، وليس إيجابيا كما هو حال موقف فرنسا وقطر والولايات المتحدة وقطر وإيطاليا المناوئين للعقيد أو مواقف روسيا والصين واليمن وسوريا المساندين للعقيد ولو بشكل ضمني أو محتشم... فهل يعقل أن تقف دولة بحجم الجزائر موقفا سلبيا من حرب تدور على حدودها وليس في نيكاراغوا أو الهندوراس... مع ما تعنيه حرب على الحدود من تأثيرات مباشرة على الجزائر، خاصة في هذه المرحلة التاريخية والتحولات المصاحبة لها.
لحد الآن لا نعرف ولا يُعرَف إن كانت السلطات الجزائرية قد اتصلت بالزعيم الليبي معمر القذافي... وإن كان أغلب الظن أنها لم تتصل به لعدم قدرتها لا على تقديم النصيحة له كأضعف الإيمان، ولا تقديم الدعم له ولو بشكل معنوي وهو الأمر المنتظر منها إن كانت تراه مظلوما أو في أسوإ الاحتمالات رفضا منها للتدخل الخارجي في شؤون الجماهيرية الداخلية... أما المؤكد فهو أن الدبلوماسية الجزائرية لم تتصل بالمجلس الانتقالي الذي يقود صراعا مسلحا ضد حاكم طرابلس، وهو ما يعني في المحصلة النهائية أن الجزائر غائبة بشكل تام وكامل ومطلق وفي جميع المستويات عن مسرح الأحداث في ليبيا... وإن لم أكن مخطئا فهي غائبة حتى عن مجال تقديم المساعدات الإنسانية لضحايا هذه الحرب من المدنيين العزل. فهل موقف سلبي كهذا يليق بدولة بحجم الجزائر التي منحتها الجغرافيا وأهّلها التاريخ لقيادة منطقة الشمال الإفريقي بل وكل القارة الإفريقية، أو في أضعف الحالات والاحتمالات، التأثير في توجيه الأحداث.
لو كانت السلطة الحاكمة في الجزائر تعي وتدرك وتقدر حجم الجزائر والدور المنتظر منها، لتحركت منذ اليوم الأول لانفجار الأحداث، واتصلت بالطرفين لاحتواء الوضع... حتى ولو تطلب الأمر أن تقف بكل ثقلها مع أحد طرفي الصراع لمسح الطرف الآخر أو لتحجيمه حتى تدفعه أو لتجبره على قبول دورها... لكن السلبية تركت أمثال بلخادم يتباهون بأغنية ''أن الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لغيرها من الدول''... والنتيجة أن تدخل الآخرون لإقامة نظام سياسي في بلد جار، وبقينا نحن نتفرج على حرب يفترض أنها تعنينا قبل خائضيها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)