السل ليس مرضا متوارثا، إذ أنه لا ينتقل من أم مصابة إلى ابنها، كما أنه لا يختص بالعائلات الفقيرة دون الأخرى، لكنه مرض مكتسب يصيب كل من تعرض للعدوى. ومن المؤكد أن مرض السل مرض معد متنقل، تتسبب فيه جرثومة تسمى ''بسيل دي كوك'' تتواجد بكثرة في رئتي المصابين. ينتقل مرض السل من شخص إلى آخر، إذ يتفشى المرض من المصاب إلى مجاوريه أو أقاربه أو كل من اقترب منه، عند جهل المصاب بمرضه، فالمريض غير المعالج يعدي خمسة أشخاص في العام عندما تنتشر حوله جراثيم كوك في سعاله، يطلقها في الهواء حيث تبقى وتتسرب إلى رئتي كل من يشمها. وقد يحدث ذلك بمحض الصدفة في الشارع، في الأسواق أو في مكان عمومي أن يصاب شخص سليم الجسم جاور مسلولا سعل في وجهه أو بصق قربه، لذلك فإن مرض السل خطر على الجميع، رغم سهولة التعرف على المسلولين ومعالجتهم بصفة نهائية وحماية الصغار من هذا الداء. يكتشف المرض بوضع بصاق المصابين بأمراض صدرية تحت المجهر، أي الذين يسعلون ويبصقون قيحا أو دما خلال أيام عديدة، ويجرى هذا الفحص في كل المستوصفات المخصصة لهذه الأمراض. يمكن للمريض عرض بصاقه لفحص في كل مركز صحي في البلاد. ويعالج المصاب بأدوية قوية توقف المرض بعد شهر أو شهرين من بداية العلاج، فبعد بضعة أسابيع من بداية العلاج لن يمثل المصاب أي خطر.
لكن القضاء نهائيا على مرض السل يتطلب مداومة في العلاج لمدة عام كامل، وإلى جانب العلاج في المستوصف، يمكن للمريض معايشة عائلته ومواصلة عمله ثلاثة أشهر أو ستة أشهر من بداية علاجه. لذا ينبغي تلقيح الصغار ضد السل بالـ «بي. سي. جي» خاصة منهم المولودين الجدد، المعرضين أكثر لهذا الداء. فالتلقيح إذن إجباري يجرى في كل دور التوليد وفي كل المراكز الصحية، وفي كل المستشفيات وفي مراكز رعاية الأمومة والطفولة. لن يمثل مرض السل أي خطر في المستقبل إن تم التعرف على المصابين به، وعولجوا وأجري تلقيح الصغار بالـ «بي. سي. جي».
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/02/2022
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
المصدر : poste.dz