السكان يستقبلون " عاشوراء " بطريقة خاصة و مميزة

ككل سنة و في أجواء احتفالية بهيجة تستقبل العائلات القبائلية في ولاية تيزي وزو مناسبة عيد "عاشوراء" العظيمة بطريقة خاصة و مميزة من خلال تنظيم بعض التظاهرات الدينية و تجسيد بعض الممارسات و العادات و التقاليد التي ورثها السكان أبا عن جد. هذه التظاهرة التي تستقبلها منطقة القبائل في أجواء تسودها المودة و الرحمة و روح التآخي و التآزر حيث تحضر فيها مختلف الأطباق التقليدية ، عادة ما يتم توزيعها على الفقراء و المساكين . كما أن "عاشوراء " تعتبر فرصة للتصدق و التضرع و الدعاء لفتح أبواب الأرزاق و رفع كل البلاء و الحزن كما يتم استقبال هذه المناسبة الدينية العظيمة بالطبق المعروف لدى العائلات القبائلية و هو "الكسكسى "المحضر بلحم الخليع" أو "القديد" و قد تتمثل هذه العملية بقيام ربة البيت أو العجوز بحفظ اللحم عن طريق وضعه و إشباعه بمادة الملح ثم يتم تجفيفه في الهواء الطلق لأكثر من أسبوعين حتى يصبح صلبا و هذا إلى غاية اليوم فإن هذه الطريقة تقام من خلال هذه المناسبة الدينية عبر العديد من القرى و المداشر التابعة للولاية. و من جهة أخرى فإن العديد من العائلات تغتنم فرصة قدوم هذه المناسبة الدينية العظيمة بفض مختلف النزاعات و الخلافات التي تقع بين العائلات . كما يتم خلال المناسبة في بعض المناطق ككل سنة بتنظيم ب "ثيمشرط" أو"الوزيعة" وهي عادة سنوية توارثها السكان عن أجدادهم منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة و لا يزال الأهالي يحافظون عليها لحد الآن و تتم في العديد من مناطق تيزي وزو خاصة في القرى و المداشر بهدف توحيد العائلات الفقيرة منها والغنية و زرع روح التآخي و التآزر بين الجميع كما تجدر إليه الاشارة فإن "عاشوراء "هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري و يسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء و يصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء و حزن . كما وقعت العديد من الأحداث التاريخية الأخرى في نفس اليوم. و قد اختلف المسلمون حول صيام ذلك اليوم . و يعتبر يوم عاشوراء عطلة رسمية في بعض الدول مثل إيران، باكستان، لبنان، البحرين، الهند و العراق و الجزائر. سبب الصيام عند أهل السنة هو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى اليهود يصومونه حيث أن الله عز وجل نجى موسى والمؤمنين من فرعون فقال عليه السلام نحن أحق بموسى منهم .