اجتماع اللجنة المشتركة قريبا ومناخ الاستثمار لا يجذب السعوديين البعثة الجزائرية أكبر بعثة إدارية إسلامية مقارنة مع عدد الحجاج نفى السفير السعودي في الجزائر وجود تأثير سلبي لتأشيرات المجاملة التي تصدرها سفارة بلاده، خلال موسم الحج، مشيرا إلى أن منح التأشيرة مرهون بتسديد المستفيدين لتكاليف النقل والإقامة وعدم الحج من قبل.
هل انتهت عملية إصدار التأشيرات للحجاج الجزائريين؟
أنهينا 99 في المائة من التأشيرات بفضل التنظيم الذي جرت فيه العملية. وما ميز العام الحالي هو ضبط مواعيد التأشيرات بفضل التنسيق التام بين السفارة والجهات الجزائرية المختصة. هذه المرة الأولى منذ أعوام التي تسير عملية التأشير على الجوازات بسلاسة، خلافا للسنوات السابقة التي كنا نسجل فيها تغييرات في آخر لحظة، وإضافة أسماء جديدة. هذه السنة، العمل كان أكثر ضبطا، وبالتالي أنجزت العملية بشكل جيد، بالتأشير على ما بين 1500 إلى 2000 جواز سفر يوميا.
هل تم استبعاد أي من طالبي التأشيرة؟
أبدا.. هذا ليس من صلاحياتنا.
حتى بالنسبة لمن سبق لهم الحج؟
في السعودية، لدينا نظام يحدد الحج مرة في 5 سنوات، لمنح الفرص لباقي المواطنين والمقيمين لأداء فريضة الحج. وقد لاحظنا بالنسبة للجزائر تكرار طلبات التأشيرة لمن سبق لهم الحج في السنوات الماضية. دورنا يتوقف عند ملاحظتهم فقط، ولا نملك صلاحية استبعادهم.
كثـر الكلام عن تأشيرات المجاملة، وأنها تسبب متاعب للبعثة الجزائرية، كيف عالجتم هذه المسألة مع ديوان الحج؟
لا أبدا.. أؤكد لكم أننا لم نتلق أي ملاحظة في هذا الشأن من الجهات المختصة في الجزائر. هذا الموضوع يخص السفارة، وهي تأشيرات محدودة العدد لا تؤثر بتاتا على مستوى الحصة الرسمية من حيث التنظيم، مقارنة مع عدد حجاجها، لاسيما إذ علمنا أن 36 ألف حاج جزائري يذهبون إلى الحج بتأطير بعثة مكونة من 800 مؤطر، وهي أكبر بعثة إدارية إسلامية، مقارنة مع عدد الحجاج أي بمعدل مؤطر لكل 45 حاجا. وقد أعطيت هذه الميزة للجزائر من وزير الحج السعودي، نظرا لأن أغلب حجاجها من كبار السن. وأؤكد أن حصة تأشيرة المجاملة لا تؤثر بأي حال من الأحوال على تنظيم عمل البعثة، لأن جميع من يتم التأشير لهم أو الموافقة على منحهم التأشيرة يشترط فيهم تقديم تذكرة سفر مؤكدة ذهابا وإيابا، وإقامة ودفع المصاريف لشخص لم يسبق له الحج.
اتخذت حكومتكم إجراء يعاقب الناقلين المتأخرين في رحلات العودة، هل هو تبرئة لذمتكم مما قد يحدث من فوضى؟
الهدف من هذا الإجراء هو راحة الحجاج، ومنع حدوث فوضى في المطارات. المشكلة ظهرت العام الماضي، وتكررت خلال عمرة رمضان. تخلف بعض الناقلين أدى إلى فوضى ومشاكل وقع فيها المعتمرون، وبسبب ذلك تقرر تشكيل لجنة أعلنت قراراتها مؤخرا تلزم من خلالها بتحمل الإيواء والتعويض النقدي، وتأمين استئجار طائرات تنقلهم إلى أوطانهم. المهلة حددت بثلاث ساعات، ومن يتأخر يتحمل تبعات ذلك، حتى وإن تطلب الأمر استئجار طائرات.
وماذا عن تعاونكم مع ديوان الحج؟
التعاون على مستوى عال، واللقاءات مستمرة بين المسؤولين في السفارة ونظرائهم في الديوان. أتوقع أن يكون هذا العام أفضل الأعوام، نظرا لما أشاهده من تعاون وتنسيق سهلته قنوات الاتصال المفتوحة والمباشرة.
استقبلكم وزير الداخلية ولد قابلية مؤخرا، هل كان الحج حاضرا في المحادثات؟
لا لم يكن حاضرا.. اللقاء تمحور حول العلاقات الثنائية. لقد كانت الزيارة ودية.
على ذكر العلاقات الثنائية، ما تقييمكم لها؟
العلاقات تسير وفقا لما هو مرسوم لها. صحيح، هناك تأخير في بعض الملفات، وهو راجع إلى انشغال المسؤولين في البلدين.
وهل إن عدم اجتماع اللجنة المشتركة واحد من هذه الملفات؟
كان مقررا لها أن تنعقد في الجزائر العاصمة في منتصف العام ,2010 لكن الموعد تأجل إلى السنة الحالية. نأمل أن تنعقد قبل نهاية هذه السنة.
وماذا عن لجنة التشاور السياسي والتنسيق؟
اللجنة تعمل على مستوى الوزيرين.. وبينهما لقاءات في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة. ونقوم بترتيب لقاء قادم في الجزائر إن شاء الله.
متى؟
نأمل أن يكون ذلك في القريب.
قبل سنوات تقدم مستثمرون سعوديون بعروض استثمارية لا نرى لها أي أثر على الأرض، لماذا؟
الاستثمار شقين، الأول يتعلق بالمستثمر السعودي، والثاني يتعلق بمناخ الاستثمار في الجزائر، وهذا الأخير لا يساعد المستثمرين السعوديين، وخاصة فيما تعلق بالإجراءات الاقتصادية المتخذة في 2009، ولاسيما قاعدة الشراكة على أساس 51 /49 في المائة. ومع ذلك، لدينا برامج واستثمارات ناجحة في مجالات الصناعات الدوائية والبتروكيماويات والصناعات الغذائية.
وهل تتوقف رحلات الخطوط السعودية للجزائر بسبب بيئة الاستثمار أيضا؟
هذا المسألة تجارية. عدد الركاب على خط الجزائر- جدة لا يرقى للمستوى التشغيلي، باستثناء في فترة الرحلات الموسمية الخاصة بالحج والعمرة. لكن أبشرك، ستعود الخطوط السعودية إلى الجزائر مطلع السنة القادمة وبقوة، بعد انتهائها من برنامج تحديث أسطولها الجوي باقتناء ما لا يقل عن 25 طائرة جديدة. مرة أخرى، العملية تجارية محضة.
ما موقف السعودية مما حدث في ليبيا وتونس ومصر ويحدث في سوريا واليمن.. هل هي ثورات؟
سمّها ما شئت، نحن نسميها مطالبات شعبية من أجل تغيير أنظمة حكم، وفي اعتقادي أن الشعوب التي قامت بها استطاعت تحقيق طموحاتها وأمانيها في ذلك. نأمل في أن تستتب الأوضاع في الدول العربية التي تشهد ثورات بما يحقق الصالح العام والأهداف المرجوة والاستقرار. وللمملكة مبدأ أساسي في سياستها الخارجية، وهو عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، ولا نملي على أحد شكل النظام الذي يجب تبنيه أو إقامته. الشعوب هي التي تقرر وتختار أنظمتها وقياداتها، وليس لنا سوى احترام خياراتها، ونقف معها وندعم ونساعد.
في مصر مثلا، كانت المملكة أكبر دولة تقدم مساعدات لمصر بعد الثورة، وذلك بحوالي 5,4 مليار دولار في شكل مساعدات مباشرة وغير مباشرة، ودعمت تونس أيضا، ويبلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة للدول التي شهدت ثورات 38 مليار دولار.
ليس للمملكة أي أجندة في أي دولة عربية.. بالعكس نحن نقف مع الإرادة الوطنية ونحترمها.
ولكن مع البحرين، الموقف كان مغايرا وأرسلتم جيشا؟
الجيش السعودي لم يتدخل، منظومة مجلس التعاون الخليجي هي التي تدخلت بقواتها تحت مظلة درع الجزيرة ، الذي يتحرك بطلب من المجلس إلى أي دولة خليجية تعيش مشاكل. أذكركم، تمت الاستعانة بقوات درع الجزيرة أثناء غزو الكويت من قبل العراق في بداية التسعينيات.. بالإضافة إلى ما سبق، مملكة البحرين تعرضت لمؤامرة من أطراف خارجية، وأما تسويق فكرة وجود مطالبات شعبية فيها فأنا أعتقد أنها فكرة غير مؤسسة. البحرين تعتبر مجالا حيويا للمملكة مثل باقي دول الخليج. ولم يكن التدخل ضد المواطن البحريني، وإنما لمصلحته ولمصلحة مؤسساته واستقراره.
هل تشكل السعودية استثناء لهذه الثورات؟
المملكة تشهد منذ عشر سنوات تغييرا تدريجيا قام به خادم الحرمين الشريفين، ومن بعده الحكومة التي يقودها. كان اهتمامه منصبا على إحداث تغيير نوعي وكبير جدا في المملكة وفي مختلف الأصعدة. لقد جعل المواطن هو الهدف الرئيسي في عملية التغيير، وخاصة في التعليم والصحة والإسكان، وكذلك فيما يخص القرار التاريخي لخادم الحرمين والخاص بالمرأة ومشاركتها في مجلس الشورى والترشح والترشيح للمجالس المحلية. والحمد لله، هذا التغيير لمسناه كمواطنين قبل أن نكون مسؤولين. أعتقد أن التحول في المملكة تحول هادئ وتدريجي وواعٍ، للانتقال بها إلى صفوف الدول المتقدمة. وضع المملكة اليوم في خارطة العالم من حيث المكانة الاقتصادية ومكانتها الدينية، إضافة إلى مشاركتها في المساعدات الإنسانية، جعلها تكون محور اهتمام العالم بأكمله، وهو ما أهلها لأن تجري تحولات وتغييرات بعيدا عن كل الضغوط.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : حوار: جلال بوعاتي
المصدر : www.elkhabar.com