الجزائر

السفير السابق عبد الكريم جودي يحاضر حول الدبلوماسية الجزائرية في إفريقيا: الجزائر كانت ولا تزال وفية لمبادئها ومواقفها



أكد السفير السابق السيد عبد الكريم جودي، أن الجزائر بقيت وفية لمواقفها منذ استقلالها إلى غاية اليوم، حيث لم يطرأ عليها أي تغيير. مضيفا، أنّ المواقف بقيت وستبقى ثابتة وذلك رغم تغير الدبلوماسية مع التغيرات والمستجدات. وأوضح المتحدث، أنّ الجزائر ورغم ما عرفه العالم من تحولات خلال العشريات السابقة احتفظت بسياسة خارجية مميزة، تدعو من خلالها إلى التحلي بالحكمة والتعقل لحل النزاعات ومختلف الملفات الشائكة بالطرق السياسية السلمية والحوار.
كما أكد المتحدث خلال إلقائه محاضرة أمس بفوروم الخبر، بكلية العلوم السياسية والإعلام تحت عنوان “العشريات الأولى للدبلوماسية الجزائرية في إفريقيا –الجزائر وحركات التحرر”، أن ما يقع حاليا في مالي وما حدث قبلها في ليبيا، أثبتت كل ما كانت تحذر منه الجزائر ما أدّى بالكثير من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تعترف بالخطأ، بعد أن ساندت التدخل العسكري في ليبيا. وقال جودي “لقد حذرت الجزائر من إثارة الفوضى في ليبيا ومن مخلّفات الإطاحة بالنظام فيها على المنطقة، خاصة دول الجوار المعروفة بضعفها مثل مالي، وكانت تحذيرات الجزائر صائبة ‘'.
وعن الحرب الدائرة في مالي، ردّ سفير الجزائر السابق الذي عمل سنوات طويلة في إفريقيا ممثلا للجزائر وبفرنسا، بريطانيا وإسبانيا وغيرها، على من لاموا الجزائر على موقفها إزاء التدخل الأجنبي في هذا البلد الإفريقي الجار، بأنّ التدخل الفرنسي جاء بطلب من رئيس الدولة المعنية أي مالي ولا يمكن للجزائر أن تتدخل في شأن دولة أخرى .
وعرج جودي في المحاضرة القيمة التي ألقاها إلى مختلف النزاعات الدولية الراهنة لإبراز موقف الجزائر، منها القضية الصحراوية التي أكد أن موقف الجزائر نابع من إيمانها بحق الشعوب في تقرير مصيرها. مؤكدا، أنّ الجزائر ليس لها أي مشكل مع المغرب بل أن الأمر يتعلق بمبادئ اعتمدتها الجزائر منذ الثورة التحريرية.
كما تعرض جودي في محاضرته التي حضرها سفيرا كل من كوبا والموزمبيق بالإضافة إلى أساتذة وطلبة الكلية، إلى دور الدبلوماسية الجزائرية خلال الستينيات والسبعينيات، حيث عرفت برزانتها وحكمتها ما سمح لها بالمساهمة في شكل فعّال في تحرر واستقلال العديد من الدول التي كانت مستعمرة آنذاك بإفريقيا وأمريكا اللاتينية. وأوضح نور الدين جودي أن الجزائر لم تتخل عن اهتمامها بإفريقيا، وإنما الطرق المتبعة هي التي تغيرت بتغير المعطيات. وقال من جهة أخرى، أنّ الأفارقة مازالوا يحتفظون بالجميل للدولة الجزائرية التي ساعدت الحركات التحررية.
وعن الدبلوماسيين، قال جودي أن الجيل الأول من الدبلوماسيين الذين عملوا في إفريقيا أكثر ارتباطا بالنضال وقضايا التحرر، وأنهم حملوا المساهمة في حروب التحرير التي قادتها الكثير من الشعوب الإفريقية على أكتافهم، وأكسب هذا الجزائر مواقع كثيرة بعد استقلال هذه الدول مثل جنوب إفريقيا وأنغولا وموزمبيق وغينيا بيساو، مما يجعل منها الصديق الدائم للأفارقة وإفريقيا، وذكر المتحدث، آخر مبادرة قامت بها الجزائر والمتمثلة في مسح ديون عدد من الدول الإفريقية.
ولم يهمل السفير السابق الشق الاقتصادي والاجتماعي للدور الذي لعبته الدبلوماسية الجزائرية، حيث نادت إلى إقامة نظام اقتصادي جديد يكرس العدالة في الفرص والثروات بين بلدان الشمال والجنوب وإلى تحقيق التوازن في المصالح بين دول العالم الثالث والدول الغنية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)