الجزائر

السفير الأمريكي السابق دافيد بيرس يصرح ''التغيير في الجزائر قادم لكن توجد وجهات نظر مختلفة حول طريقة إجرائه''


ذكر دافيد بيرس السفير الأمريكي المنتهية مهامه رسميا، أول أمس، أنه يتوقع تغييرات هامة في الجزائر خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن السلطات ماضية في هذا الاتجاه، وأن الاختلاف الوحيد قائم حول الطريقة التي يجب أن يتم في كنفها التغيير.
 بالنسبة إلى السفير بيرس، الذي سيغادر الجزائر إلى منصبه الجديد في أفغانستان، فإن رياح التغيير التي تهب على المنطقة العربية لا تستثني أيا من دولها، بما فيها الجزائر، غير أن وجه الاختلاف بينها يكمن في الطريقة التي يستوجب إجراء التغيير بها
وبرأي الدبلوماسي الأمريكي، الذي كان يتحدث أمس في لقاء مع صحافيين بمقر السفارة الأمريكية، فإن الجزائر التي صارت أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة وتأثيرها ودورها الإقليمي، وما أستطيع قوله إن الجميع في هذا البلد، مسؤولين ومواطنين، متفقون على إلزامية التغيير، لكن آراءهم تختلف حول الطريقة التي يجب أن يتم بها التغيير المأمول .
وبهذا الخصوص، يعتقد بيرس أن الطريق الوحيد الكفيل بضمان التوصل إلى رأي سديد، هو الحوار والنقاش السياسي بين الجميع للوصول في نهاية المطاف إلى تغيير سلمي للأوضاع .
وعن حصيلة مهمته في الجزائر، كسفير لواشنطن في أكبر بلد في أفريقيا على حد وصفه، أجاب بيرس، أنه ركز على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، في مجالات مكافحة الإرهاب والتشاور السياسي وتقوية التعاون الاقتصادي والتجاري، إذ سمح هذا العمل بإبرام اتفاقيات مهمة في مجال الجمارك والمساعدة القضائية والشراكة الاقتصادية التي ستتجسد في المستقبل المنظور بتنظيم لقاء بين رجال الأعمال الأمريكيين ونظرائهم في الجزائر من خلال ندوة حول الاستثمار والشراكة الأمريكية المغاربية.
وردا على سؤال بخصوص الوضع غير المستقر في المنطقة العربية وتحديدا في الجارة ليبيا، أجاب بيرس أن الشعوب في هذه المنطقة تتطلع إلى حرية أكثـر وفي الحق في التعبير عن آرائهم ديمقراطيا وسلميا ، ملاحظا بأنه يعتقد أن لكل بلد خصوصيته وظروفه الخاصة به .
وعن الجزائر، ذكر بيرس أن الإصلاح انطلق وسيتواصل، لكنه لا يستطيع التكهن بما قد يحدث مستقبلا أو إلى أي نتيجة سيؤول إليه النقاش الجاري حول التغيير والإصلاح المنشود من طرف الجزائريين . وعن لقائه الأخير مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس بقصر المرادية، قال بيرس أنه استقبل من طرف بوتفليقة من أجل توديعه مثلما تقتضي الأعراف الدبلوماسية ذلك بعد انتهاء فترة مهمته، لكنه أوضح بأنه تبادل معه الحديث عن سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات الحاصلة في المنطقة العربية. وأضاف بشيء من التفصيل أن بلاده تشجع المسؤولين الجزائريين على المضي قدما في الإصلاحات بما يحقق مزيدا من الانفتاح في كنف السلم وبإشراك كافة مكونات المجتمع الجزائري. وبرأيه أيضا، فإن ما حدث في تونس ومصر وليبيا وفي مناطق أخرى من الوطن العربي، يشير إلى ضرورة دراسة مطالب الشعوب والعمل على تحقيقها، موضحا بأن قرار رفع حالة الطوارئ في الجزائر كان إيجابيا، لكننا نتمنى مزيدا من الإجراءات ، ولاسيما فيما يتعلق بحرية التعبير والتجمع.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)