السعودية في المواجهة وحدها

بات من المؤكد اليوم أن السعودية بات في مواجهة المد الصفوي وحدها، دون سند أمريكي كما كانت تتوقع، فقد كان يحمي الخليج كله رجل واحد اسمه صدام حسين ولكن حين كان تفكير العرب قاصرا ويفضلون مساعدة ناس الخارج على اولاد الدار، فقد تم اعدام صدام لتتحول بلاده التي كانت سدا منيعا ضد إيران إلى مركز عمليات متقدم لإيران، واعتقدت السعودية أن الولايات المتحدة ستعوضها في خسارتها صدام حسين الذي كان فعلا السد الحقيقي ضد المد الشيعي، إلا أن التقارب الإيراني أسقط الوهم السعودي في حماية امريكية، لأننا في عالم كل يحمي مصالحه و عدو اليوم سيكون صديقا غدا وصديق اليوم سيتحول إلى عدو غدا، لهذا تحولت واشنطن وطهران مثل السمن على العسل سقطت قطراته سما على قلب الرياض، لهذا كان على السعودية التحرك وحماية بلادها من المد الشيعي، ولأن السعودية تحركت ظهرت حركة داعش في سوريا، وظهرت في لبنان وظهرت في العراق وبالبط في الرمادي، لأن السعودية تريد محاربة إيران بنفس وسائلها، إيران تستعمل الجماعات الشيعية المتغلغلة داخل الجيش العراقي والجيش السوري، والسعودية ستستعمل جماعات إسلامية معارضة، ووزعتها بين العراق وسوريا ولبنان من أجل تشتيت الجهود الإيرانية، لكن هل تنجح الخطة السعودية بعدما اصبحت إيران قوة اقليمية تبحث الولايات المتحدة عن صداقتها ؟ الأمر متوقف على قدرة السعودية على تعبئة العرب حولها من المشرق والمغرب وإذابة الخلافات لتوجيه الجهود ضد مستقبل عربي غامض، لكن الأمر صعب ان لم يكن مستحيلا، لأن الوقت تأخر جدا بعد ان نام العرب في أحضان الأعداء ردحا من الزمن وسلموا خيرات بلدانهم للعدو وراحوا يطاردون شعوبهم.