لقد تقرر خلال صيف 1971، تشجير مساحة شاسعة من الأرض، تمتد على طول السهول العليا والأطلس الصحراوي، والهدف من ذلك هو ضمان حماية المناطق الشمالية الجزائرية، والشروع في برنامج استثماري واسع لهذه النواحي التي ما تزال خاضعة للاستغلال الضعيف. وهكذا، فإن المساحات السهبية الشاسعة مازالت إمكانياتها تتناقص باستمرار، بسبب عدم وجود تخطيط ملائم يحدد الأسس المنطقية لاستعمال التراب، ويساعد على المحافظة وتحسين رأسمال الإنتاج. ففي هذه المناطق ذات الموارد الضعيفة، هناك البعض من سكانها من يحاول اللجوء للاستغلال المبعثر للموارد النباتية الطبيعية، وارتباط هذه الوضعية بالظاهرة الطبيعية للجفاف قد أدى إلى التعجيل بظاهرة التصحر. والجميع يعترف أنه بفضل عزيمة التطور يمكن إزالة عدة اضطرابات، بما في ذلك المترتبة عن الطبيعة، فالأمثلة متعددة في الجزائر، لاسيما في الميدان الفلاحي وكذا: u في ميدان تربية المواشي، فإن إقامة التعاونيات، مع دراسة عدد عمالها وتحديد مساحاتها، تفتح حتما طريق الأعمال المقصود منها مضاعفة مردود وحدات الكلأ. u فيما يتعلق بالحلفاء يتطلب أيضا التحويل المحلي للمادة الأولية، التي كانت في الماضي مخصصة في غالبيتها للاستغلال، وضع تقنيات تسيير ملائمة ومدروسة للطبقات المائية. أما في ميدان الغابات فإن سياسة التنظيم المتمم للجبال المشجرة التي شرع فيها سنة 1968 قد جاءت بحقيقتين: الأولى استغلال الغابات بصفة منظمة لا تتنافى مع هدف المحافظة عليها، ثم يمكن القول أن الغابة الجزائرية بالرغم من فقرها النسبي فهي قادرة على أن تساعد التنمية الصناعية.
كان هذا التحليل المختصر للأوضاع القائمة بهذه المنطقة من بلادنا ضروريا لأنه يسمح بفهم أن قرار تشييد «السد الأخضر» يدخل في إطار استمرارية لبرنامج أوسع، وهو تنظيم كامل ومكثف للسهول العليا والأطلس الصحراوي. إن تشجير هذه المساحات الكبيرة سيأتي بنتيجة حسنة بالنسبة لاقتصاد المياه أو فيما يتعلق بالأمطار، وسيسمح بإزالة انجراف التربة، إذ سيضع حدا لكثبان الرمال التي تشق دوما الجزائر من الشرق إلى الغرب، على مستوى وسط السهول العليا. فبفضل توسيع هذا الستار الشجري يمكن إنجاز مساحات للزراعة ولتربية المواشي في هذه المنطقة، التي لم تعط حتى الآن كل ما في طاقتها. وبكل موضوعية، يمكن القول أنه لا يوجد أحسن من هذا الجيل الصاعد لتحقيق هذه المهمة العظيمة، التي هي على مستوى الثورة الجزائرية. فشبان الخدمة الوطنية المنظمون والمحاطون من طرف الجيش الشعبي، يسلكون نفس الطريق الذي مر به آباؤهم وأجدادهم بالأمس القريب والبعيد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/02/2022
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
المصدر : poste.dz