تستهدف السخرية في جوهرها نقد الحياة عامة، والسعي إلى تغيير بعض الظواهر فيها، تغييرا يبدأ أولا بالتأشير على الخلل ومعالجته؛ حيث لا تكتفي بالنظر إلى الأشياء من السطح، ولا تقتصر في تشخيصها على الظاهر من الأمور، وإنما تسعى إلى احداث خلخلة في النظام العام الذي يسيّر العالم، وعليه؛ نسعى في بحثنا هذا إلى الكشف عن هذا النسق الذي نال حيزا مهما من اهتمام شعراء التسعينيات، وأسهم في اثراء الخطاب الشعري لديهم وذلك بالإجابة على سؤال جوهري: ما الذي هدف اليه الشعراء من اللجوء إلى هذا النمط الكتابي (السخرية) ؟؟ وكيف تطورت الاخيرة لتصبح شكلا من أشكال المقاومة، وأسلوبا لتعرية المواطن الهشة لدى السلطة بأنواعها (سياسية، اجتماعية، دينية...)؟، وكيف تحاول السخرية كفن مقاوم ان تكون صوتا لقوى الهامش في شق طريقها نحو المركز، لأجل شرعنة قيم جديدة تعبر عن آمالها، وتصنع التغيير المنشود.؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/08/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - هروال حياة
المصدر : مجلة إشكالات في اللغة و الأدب Volume 6, Numéro 3, Pages 95-114 2018-01-28