الجزائر

السجاد الإيراني يستهوي السلطات ويكبدها خسائر بملايين الدولارات



السجاد الإيراني يستهوي السلطات ويكبدها خسائر بملايين الدولارات
يبدو أن السجاد المحلي الجزائري، لم يعجب وزارتا الشؤون الدينية والأوقاف والداخلية التي قامت مؤخرا باستيراد سجاد إيراني بمساحة 10 آلاف متر تحسبا لتسليم المسجد الأعظم الذي كان مقررا قبل نهاية السنة الجارية ليتم تأجيل فتحه إلى غاية نهاية سنة 2018، لتضيع بذلك ملايين الدولارت التي صرفت على اقتناء السجاد الإيراني الذي تعفن في حاويات بقي مكدسا فيها على مستوى بئر خادم بمقر مديرية الوقف، بعد تعطل أجهزة التكييف التي لم ينتبه لها أحد.وبين تضارب تصريحات المسؤولين بين من تؤكد أن إيران منحت السجاد للجزائر كهبة وهو ما جاء على لسان وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الذي سبق له أن صرح أن الهبة الإيرانية محصاة ضمن الجرد الذي سلمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى وزارة السكن والعمران في 2014 بعد تعيين تبون على رأس الوزارة، وبين نفي وزير السكن الحالي طمار الذي صرح أنه لا أثر لهذه الهبة في الجرد الذي تسمله من الوزير السابق يوسف شرفة، ورغم هذه التصريحات تبقى الحقيقة الوحيدة هي أن السجاد الإيراني الذي وصل منذ أشهر إلى ميناء الجزائر وتم تحويله إلى بئر خادم مقر مديرية الوقف تعرض للتلف وأكلته الجرذان لتضيع بذلك أموال طائلة صرفت عليها ملايين الدولارات والتي كان الأجدر تقديمها كإعانة للحرفيين في صناعة السجاد (الزربية) الجزائرية التي تتميز بنوعية رفيعة والتي قال بشأنها عضو بالغرفة الجزائرية للحرفيين في إحدى تصريحاته مؤخرا "السجاد الجزائري ذو نوعية رفيعة قادر على منافسة أفضل أنواع السجاد بالعالم، مؤكدا أن أغلب السياح الأجانب الذين يزورون الجزائر لا يعودون إلى بلادهم دون اخذ السجاد الجزائري معهم.
وحسب أحد حرفيي السجاد بولاية تيزي وزو، فإن السجاد الجزائري يحمل ألوانا ونقوشا ورموزا لها دلالات اجتماعية عميقة تعود إلى آلاف السنين تعكس تراث الجزائر القديم.
وفي الوقت الذي قامت فيه السلطات الجزائرية باستيراد السجاد الإيراني لتجهيز المسجد الأعظم، يحذر أصحاب الحرفة بالجزائر من خطر اندثارها مرجعين السبب إلى عدة عوامل منها غلاء المادة الأولية وعدم وجود سياسة حكومية واضحة للنهوض بالقطاع رغم الجهود التي تبذل من أجل الحفاظ على هذه الحرفة من الزوال من خلال القيام ببعض المبادرات كتنظيم عيد للزربية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لما تحرم الصناعة المحلية الجزائرية من عمل ضخم كهذا؟ ولماذا تلجأ وزارة الشؤون الدينية لعملية الاستيراد في حين تملك حرفيين بإمكانهم إعداد سجاد ذو جودة عالية ينافس أفضل أنواع السجاد بالعالم؟.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)