نعود ككل سنة لنقف عند هاجس الغلاء و التكاليف و المصاريف الزائدة التي أثقلت كاهل الأسرة الجزائرية التي أنهكها غلاء المعيشة و ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية إلى ضعفين في رمضان، شهر العبادة و الكرم الذي حوله جشع التجار و استهثار الحكومة إلى شهر المضاربة و الربح على حساب محدودي و معدومي الدخل الذين وجدوا أنفسهم في عنق زجاجة بين مطرقة الغلاء و ضرورة توفير متطلبات مائدة رمضان و كسوة العيد و الالتزام بأعباء أخرى كفواتير الماء و الكهرباء و ربما الإيجار و العلاج و الأدوية و النقل و المدارستغطية مصاريف شهر رمضان الذي تميز هذه السنة بارتفاع متواصل لأسعار الخضر و الفواكه و اللحوم و باقي المواد الغذائية الأساسية، زيادة على كسوة العيد التي عرفت هي الأخرى زيادة ب1000 حتى 1500 دج مقارنة بالسنة الفارطة كانت امرا صعبا أو مستحيلا بالنسبة للكثير من أرباب الأسر الذين فاقت مصاريفهم الميزانية المحددة التي قاربت بالنسبة للبعض 20 مليون سنتيم، و حسب السيدة أم سلمى فان 3 اسابيع فقط من شهر الصيام كلفتها اكثر من 10 مليون سنتيم دون تكاليف مستلزمات العيد من حلويات و ملابس التي رجحت ان تتجاوز المبلغ الذي صرف في اقل من شهر و الذي كان ضعف ميزانية رمضان الماضي علما ان ام سلمى ربة بيت و زوجها صاحب مشروع صغير في بداياته مستفيد من أجهزة الدعم.
و هناك فئة أخرى من المواطنين الذين عجزوا فعلا عن تغطية كامل المصاريف و اكتفوا بالقليل جدا مما توفر من أكل و شرب بعيدا عن اللحوم و الفواكه و الأسماك و كثرة الأطباق التي يشتهيها كل صائم، هناك اسر كانت مائدة افطارهم متواضعة جدا و اهم ما فيها طبق الحساء و هو حال عمي العربي رب أسرة يعمل عون حراسة ببلدية و هران يتقاضى راتبا شهريا لا يتجاوز 20 الف دينار، مسؤول عن عائلة مكونة من 9 أفراد منهم طفل رضيع، و 5 متمدرسين و لنا تصور الحياة التي يعيشها، عمي العربي قال انه يعافر الظروف بقوى منهارة، يحاول حل المعادلة الصعبة لكنه فشل و أكد ذلك في قوله «اعيش عيشة القليل».
و هذا شاب في نهاية العقد الثاني من عمره وجد نفسه مسؤول على أسرته و هو يعمل بائع بإحدى المحلات التجارية راتبه يقارب 25 الف دينار في الشهر ان يصوم رمضان كباقي العائلات أمرا صعبا بالنسبة إليه و قال انه يحاول في كل رمضان أن لا يتجاوز ميزانيات الصغيرة إلا انه يتجاوزها و يتدين.
و حتى أرباب الأسر من الموظفين الذين تصل رواتبهم إلى 50 ألف دينار يقعون في فخ الدين في فخ الدين و الكريدي في آخر المطاف و هذا أحد الموظفين في شركة عمومية أب ل4 أبناء قال انه حدد ميزانية ب15 مليون سنتيم و أتفق مع زوجته ان يصرف حسب قدرته بمعنى انه ركز على الضروريات ملغيا اللحوم الحمراء و الفواكه إلا أن ميزانيته نفذت عند ثالث أسبوع و اضطر لتدين 5 مليون سنتيم لإكمال ما تبقى من رمضان في انتظار دخول الراتب لتغطية مستلزمات الحلويات و ملابس العيد
و ذكرت إحدى السيدات أن ميزانيتها هذه السنة وصلت إلى 25 مليون سنتيم علما انها و زوجها موظفين و رغم هذا فشلت في ضبط مصروفها و التحكم في زمام الأمور و قالت أنها ستتبع نظام التقشف بعد رمضان لاستجماع قواها، و اذا كان هذا حال أصحاب الدخل المتوسط فيمكننا تصور وضعية الأسر منعدمة الدخل و العمال الذين تأخر صب رواتبهم لشهور و الأسر التي تملك معاقين و مرضى و ما يقابل كل ذلك من تدني مستوى الحد الأدنى للأجور
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/06/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حيزية ت
المصدر : www.eldjoumhouria.dz