الجزائر

الزوبير عروس الباحث في علم الاجتماع السياسي: "الانقسام الشعبي في مصر يؤدي إلى سيناريوهات خطيرة"



الزوبير عروس الباحث في علم الاجتماع السياسي:
يرى الباحث في علم الاجتماع السياسي، الزوبير عروس، أن الشعب المصري بدأ ينتقل إلى الاصطفاف الديني، وأن الانقسام الشعبي في هذا البلد سوف يؤدي إلى سيناريوهات خطيرة. ويؤكد ذات المتحدث أن الجيش المصري سوف يسيطر على السلطة لفترة طويلة جدا في هذا البلد، مع تقديمه، كما قال، لسلطة مدنية في الواجهة، وهي السلطة التي "قد تكون جزءا من النظام القديم الذي ثار عليه الشعب المصري".لا بد أولا من تقييم ما حدث في مصر.. هو انقلاب عسكري بامتياز، وليس فقط نتيجة مطالب شعبية. لا ننسى أن المؤسسة العسكرية هي التي أتاحت الفرصة للإخوان المسلمين للفوز بالانتخابات. وهي التي قررت عزلهم. النقطة الثانية تتعلق بوجود، ولأول مرة، انقسام على مستوى الشعب المصري؛ إذ هو انقسام شعبي وليس حزبيا. أي أن الشعب انقسم إلى قسمين؛ فهناك مع من يسمى بالشرعية الدستورية، وهناك من هو مع الشرعية الشعبية. هناك نقطة أخرى في الموضوع تتعلق بكون هذا الانقسام هو نتيجة الممارسة الخاطئة للإخوان المسلمين الذين أرادوا الانفراد بالسلطة وتسيير شؤون الشعب المصري وفق استراتيجية عزل الآخر تدريجيا، فكانت النتيجة التي وصلت إليها مصر الآن.
لا يمكن النظر إلى الإخوان المسلمين إذا لم نأخذ بعين الاعتبار المعطيات الدولية. فهناك انقسام بخصوص الموقف الدولي، هناك دول الخليج التي هي مع هذا الانقلاب العسكري وعلى رأسهم السعودية، على اعتبار أن الإخوان المسلمين في نظر السعودية لا يمثلون خطها السياسي واستراتيجية الهيمنة في المنطقة. إلى جانب ذلك، هناك معسكر آخر ضد الانقلاب ولكن بتحفظ، وأذكر تحديدا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. وهذا الأمر قد يبدو مستغربا نوعا ما. لكن مصلحة إسرائيل تكمن في بقاء الإخوان المسلمين على رأس السلطة في مصر وذلك لسببين؛ حيث يتمثل السبب الأول في كون إسرائيل استطاعت انتزاع اعتراف التيار الإسلامي، وخاصة الإخوان، بمعاهدة "كامب ديفيد" مع المطالبة بتغيير جزء منها، أي أن التيار المعارض للاتفاقية تم استيعابه من طرف الإخوان المسلمين. وهناك أيضا سبب ثان يتعلق بكون الإخوان قدموا لإسرائيل خدمة جليلة في تحجيم التيار الجهادي.. إذن هي خدمة لم تكن إسرائيل تتصورها. ولهذا هم، نقصد الإسرائيليين، ضد الانقلاب على سلطة الإخوان في مصر. أما بخصوص سؤالكم حول السيناريوهات المستقبلية في مصر، فهي خطيرة نتيجة هذا الانقسام الحاد، وعلى مستوى الشعب المصري، الذي بدأ ينتقل إلى الاصطفاف على أساس ديني. والآن، وفي الوقت الذي أتحدث إليكم فيه، كان ذلك عشية أمس، تم اغتيال رجل دين مسيحي في سيناء. إذن من المتوقع أن يسيطر الجيش المصري على مقاليد السلطة في مصر ولمدة طويلة جدا، مع تقديمه سلطة مدنية في الواجهة. وهذه السلطة المدنية قد تكون جزءا من النظام القديم الذي ثار عليه الشعب المصري، أي أننا عدنا إلى حالة الانسداد والنظام الذي كان سائدا قبل 25 جانفي.
بالعكس.. والسبب هو في الفرق الموجود من ناحية الدخول في السناريو الجزائري لكن مع بعض الفروقات.. بمعنى الدخول في العنف ولكن ليس بنفس الأدوات. أي ليس بنفس "نوعية" القوة التي كانت سائدة في الجزائر.
لأنه في الجزائر تعددت الجهات التي رفعت لواء العنف وشعار العنف. نحن لا نستبعد العنف في مصر ولكن نقلل من إمكانية حدوثه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)