الزوايا والمشايخ دعموا الثورة التحريرية ماديا ومعنويا

تناول الدكتور محمد بن ساعو، أستاذ تاريخ في قسم العلوم الإنسانية جامعة سطيف 2، في كتابه "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والثورة التحريرية 1954-1962" الصادر عن دار الأمة، علاقة الجمعية بالثورة التحريرية من حيث مواقفها الأولية وانضمامها للعمل الجهادي الثوري ومدى مساهمة رجالها في الكفاح المسلح والدبلوماسي والإعلامي والتربوي والقضائي.وقد اعتمد الأستاذ بن ساعو في إنجاز بحثه الذي لخصه في كتاب قيم من ضمن كتب ثورة نوفمبر المعروضة في الصالون الدولي للكتاب في طبعته الحالية، على وثائق ومصادر نادرة لجمعية علماء المسلمين، حيث أعطى نظرية تقديرية لعلاقة الجمعية بالطرق الصوفية على ضوء علاقات رجالها بشيوخ الزوايا والطرق الصوفية خاصة علاقة البشير الإبراهيمي وابن باديس وأغلب زوايا الغرب الجزائري مثل الزاوية العلوية بمستغانم. وتطرق الكاتب في بحثه لكيفية تطور الخطاب الثوري عند جمعية العلماء المسلمين والذي بدأ بخطاب إصلاحي على طول الخط ثم ساير العمل السياسي رغم أن قانونها الأساسي آنذاك يمنعها من الخوض في أمور سياسية.وأبرز كتاب الأستاذ بن ساعو، الكثير من الايجابيات المسجلة لصالح جمعية العلماء المسلمين من خلال توضيح الظروف التي قامت بها الجمعية ومساهمتها الفعالة منذ اندلاع الثورة لغاية الاستقلال وتسليط الضوء على دور تلاميذها من خريجي معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة ودار الحديث بتلمسان.وتحدث الكاتب عن الدعم الدبلوماسي للثورة الذي ساهمت فيه الجمعية من خلال إذاعة صوت العرب بالقاهرة وإذاعة طنجة في المغرب الأقصى، وعرض خطاباتها الحماسية للشعب الجزائري.ونقد الأستاذ محمد بن ساعو، الجانب التعليمي التربوي للجمعية حيث أكد أنها قومية عروبية وطابعها التعليمي لا يركز على الجوانب التقنية والتكوينية وبقي منصبا على الطابع الديني.