الجزائر

الزوايا والمساجد لمواجهة شبح العزوف الانتخابي



الزوايا والمساجد لمواجهة شبح العزوف الانتخابي
l أكثر من 100 إمام يطمحون للوصول إلى منصب ”مير”
l حجيمي: ”تعليمات شفوية للأئمة للدعوة إلى المشاركة.. ولم نسجل استغلال المساجد للدعاية”
لا تزال الحكومة تتوجس خوفا من شبح العزوف الانتخابي الذي يهدد العملية الانتخابية في ظل الدعوات التي تتعالى يوميا من قبل بعض الأصوات لمقاطعة انتخابات المجالس البلدية والمحلية المقررة يوم 23 نوفمبر الجاري.
فبعد أيام قليلة من خروج المنظمة الوطنية للزوايا بالدعوة إلى المشاركة بقوة في المحليات، لم يستبعد رئيس نقابة الأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جلول حجيمي، أن يتم توجيه تعليمات شفوية للأئمة والقائمين على المساجد في الجزائر للدعوة إلى المشاركة في الموعد الانتخابي، كما حدث في تشريعيات ماي الماضي، من باب ثقل وزن المسجد وتأثيره على الجزائريين. فبعد أن سارعت المنظمة الوطنية للزوايا إلى الدعوى للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي، ها هو شيخ الطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا حسن حساني بن محمد إبراهيم، يخرج ليحث مرتادي الزاوية على ضرورة المشاركة القوية في الانتخابات المحلية والمساهمة في بناء الوطن والمحافظة على الوحدة الوطنية. وحث شيخ الطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا، من ورڤلة، الشباب على الذهاب بقوة يوم 23 نوفمبر الجاري للانتخابات المحلية.
وقال حسن حساني ”أدعو كل الشرائح من الخيرين في هذا الوطن لإنجاح هذا الموعد الانتخابي الذي يضمن استمرارية الدولة ووحدتها، وأضاف في تصريح إذاعي له من ورڤلة أن المشاركة تعني تفويت الفرصة على كل من يريد المساس بأمن واستقرار الدولة الجزائرية الذي ضحى من أجلها الكثير من أبناء الوطن، مشيرا إلى أن الانتخاب هو صيرورة حياة هذه الدولة التي تدعم المؤسسات الوطنية.
وأكد الشيخ أنه باسم الطريقة القاديرية يدعو إلى اختيار القائمة التي يكون فيها من يمثل الطبقة الكبيرة من الشباب ويدعو إلى الوحدة والتآخي. كما دعا شيخ الطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا إلى عدم التلاعب بمكتسبات الثورة التحريرية والعودة والتمسك بما جاء في بيان أول نوفمبر.
من جهتها سألت ”الفجر” رئيس نقابة الأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جلول حجيمي، إن كان الأئمة قد تلقوا تعليمات من الوزارة الوصية بخصوص الانخراط في الدعوة إلى المشاركة يوم الاقتراع، فقال إن ”المسجد يمارس دوراً مساهماً في الاستقرار لأن الدعوة التي أكيد لن تكون كتابية بل شفوية إلى الانتخاب تُعتبر دعوة للأمن والاستقرار، ومن دور المسجد المنوط به أيضا”. وتابع: ”لا يُعتبر هذا الأمر خلطاً بين السياسة والدين، لأنه لم يدع لانتخاب حزب معين أو مرشح معين، بل سنكتفي بالدعوة من خلال الخطب والدروس لحض الجزائريين على ممارسة حقهم بالانتخاب لا أكثر ولا أقل”.
ونفى حجيمي أن يكون قد تلقى شكاوى بخصوص استعمال المسجد من قبل الأئمة المرشحين أو المزاولين عملهم للدعاية الانتخابية، أو من قبل التشكيلات المشاركة في العملية السياسية، معتبرا أن ترشح الأئمة في المحليات يدخل في إطار الحريات الشخصية، مشددا على أن ترك أماكن العبادة لممارسة السياسية، اثّر على المسجد الذي يعاني من نقص كبير في عدد الأئمة والمؤطرين له، لتضاف قضية ترشح الأئمة عبئا آخر على المسجد في الجزائر. وفي السياق كشف ممثل الأئمة بالجزائر عن ترشح عدد كبير من الأئمة للمحليات يفوق العدد الذي كان في التشريعيات الماضية ليصل لقرابة 200 إمام لان العدد حسبه لم يحدد بعد. وشدد على أنه من حقهم الترشح مثلهم مثل أي مواطن، لكنه أوضح أنه عند ترسيم ترشيح الأئمة سيمنعون من ممارسة عملهم في المساجد كما هم ممنوعون حاليا بسبب ترشحهم.
وكان وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، قد دعا غداة الانتخابات التشريعية الماضية إلى تجنيد المؤذنين والأئمة وأسرة المساجد من أجل ”العمل مع كل شرائح المجتمع من أجل المشاركة الإيجابية في الانتخابات المقبلة التي تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للجزائر”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)